زيد الحسن ||
في الرابع عشر من كل عام لن ننسى صدمة العدو ، ونبقى نستذكر ابتسامة الشرفاء والخيرين ، يوم فوران الدم العراقي وانفجار القوة القتالية عالية المستوى ، تلك القوة التي تشكلت مابين ليلة وضحاها ، وكأنها قد خطط لها مذ سنين ، ذكرى تأسيس الحشد الشعبي المقدس .
الموازنة تلك المعضلة التي ترهق المواطن كل عام وتجعل الساسة يدورون حول انفسهم ، الموازنة التي تغير خارطة طريق الكتل السياسية وتجعل عدو الامس صديق اليوم والسبب تقارب المصالح الحزبية ، هذه الموازنة نشهد فتيل اشتعال قبولها هذه الايام التي ينتظر فيها كل ذي حق حقه لتنصفه وتعيد له ما سلب منه ، او تعيد له تقصير الحكومة بسبب وفرة المال ، ومن اهم الذين ظلموا ظلماً كبيراً هم ابناء الحشد الشعبي .
كنا نعتقد ان الطبقة السياسية ستصنع تمثالا من ذهب لكل فرد من افراد الحشد الشعبي ، وكيف لا والنعيم والرخاء الذي تعيشه الطبقة السياسية هو نتاج افعال وعرق ودماء وشقاء الحشد واهله ، لكن يبدو ان هذه الطبقة ناكرة للمعروف ولا تبصر الا مغانمها ، بدليل انها خلف كواليسها تعد مايشبه التآمر على حقوق ابناء الحشد ناهيك عن المطالبة بحقوق الحشد ، الا البعض ممن يقطرون السم في العسل ، ولا ننكر ان هناك من هم فعلا يحاولون استحصال القليل من الحقوق المغبونة لكن لايستطيعوا فعل شيء امام الارادات الجبارة والانياب القاطعة والتهديدات المميتة .
بصراحة لايوجد أي استغراب ، فمتى ثبتت مخرجات تصريحات الساسة الذين صدعوا لنا الرؤوس في اعلامهم ، ومتى تبنى سياسي شيء واكمل المسير فيه الى حين اكماله ؟، المواقف تتشنج فيما بينهم حين تتغير نسب حصصهم فقط ، وتقوم الدنيا ولا تقعد لو ان زيد اخذ اكثر من عبيد ، اما الرجال الذين مازالوا ينزفون الدماء والعرق في جميع قواطع العمليات فلا احد ينظر لهم الا لو كان هناك سبق سياسي او موجة قادمة يحاولون ركوبها .
يكفي فخراً ان الحشد الشعبي في عيون الشعب كبيراً جداً ، وما اجمل الوصف الذي قاله الشاعر حيدر التميمي ؛
حشدٌ أماطَ عن العراق ظلاما
فاستلَّ من فتوى الجهادِ حساما
ناداهُمُ جبلُ البلاد وسهلُه
فتسابقتْ أَقدامُهم أِ قداما
بمكارم الخُلُق الرفيع تزيّنوا
كحجيج مكّة قدّسوا الأحراما .
وفي هذه الذكرى لن ننسى ايضا ان الطبقة السياسية قد اعلنت العداء بجعل موازنتها تاكل حقوق الحشد بسخاء .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha