حيدر الموسوي ||
ولذلك اقترح السوداني موازنة الاعوام الثلاثة علما انها سنة لا اصل لها في العالم لكن في بلد مثل العراق هي صحيحة
والسبب حجم الانفاق الحكومي الكبير خاصة في رواتب الموظفين والمتعاقدين والدرجات الخاصة والدورات البرلمانية المتتالية فضلا عن الرعاية الاجتماعية والبطاقة التموينية
الوظيفة في القطاع الحكومي هي حلم لجميع الخريجين
على الرغم من الرواتب التي يتقاضاها الموظف لنفترض انه سيخدم ٣٠ عام لا تساوي شيء يذكر امام صعوبة الحياة ومتطلباتها ، التي تشير الى اننا نعيش في دولة رأسمالية جراء غلاء الاسعار والخدمات غير ان شكل الدولة هي اشتراكية ، وهنا التناقض المزمن الذي يعيشه الاقتصاد العراقي منذ ٢٠ عام فهو بلا هوية اقتصادية واضحة وقراره الاقتصادي متبعثر
لا هو اشتراكي ولا هو اقتصاد السوق ، حتى المؤسسات ذات التمويل الذاتي شكلا هي شركات خاسرة وتاخذ رواتب موظفيها من خزانة الدولة وليس لديها اي منتج تبيعه
وبالتالي يبقى هاجس الوظيفة الحكومية هو من يسيطر على فكر الشاب العاطل عن العمل والسبب انه يريد ضمان التقاعد والخشية حال كبره في السن ان يبقى من دون راتب و يكون وضعه سيء او يرمى في الشارع او دار العجزة ، هذا التفكير هو نتاج زراعة الفكر الاشتراكي الانظمة التي تعاقبت على حكم الدولة العراقية ولعدم وجود قطاع خاص حقيقي يضمن فيه راتب تقاعدي للعاملين عنده حال تم الاستغناء عن خدماتهم
علما ان راتب الموظف في اغلب المؤسسات لا يكفيه ان كان صاحب اسرة لمدة اسبوعين لكن ويبقى طول سنوات الخدمة يعاني من ضعف ووهن مستواه الاجتماعي والمادي لكنه يتشبث بفكرة الخوف من المستقبل
بأستثناء بعض الموظفين الفاسدين والمرتشين الذين لجأوا الى الوظيفة الحكومية من اجل السرقة وهذا باب اخر
لذا فاننا شعب عبيد للتقاعد والدولة بهذا الشكل بعد سنوات ستكون موازنتها بيع النفط وتوزيعها كرواتب فقط
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha