المقالات

بين المهندس وعز الدين سليم

684 2023-05-18

د.أمل الأسدي  ||

 

لا أقصد هنا  كتابة مقال، وإنما وددت أن أتحدث عن مشاهد القلب المترتبة علی زيارة مرقد القائد المهندس في النجف الأشرف، فحين تزور مرقد المهندس، تشعر أن هذا المكان يقع ضمن مشهدية الآية الكريمة((وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا...)) سورة الزمر،الآية:73

فالشهداء يحيطون به من كل جانب، وحين تقف في باب المزار،تری أمامك قبر الشهيد" عز الدين سليم " ورفاقه، تتمشی  خطوات فتجد قبور أبطال عملية المنصور بحق المجرم ابن المجرم عدي، ثم تتمشی خطوات فتجد  صورة القاضي الشجاع محمد عريبي، وكأنّ يدا خفية جمعتهم في هذا المكان، ليظهروا وكأنهم في مجلس واحد!!  فتراهم  بقلبكَ متقابلين، متكاتفين، قضيتهم واحدة، ودربهم واحد،  وموقفهم واحد!! وهنا  يحضر أمامك  مشهد المتقين الذين يساقون زمرا إلی الجنة!!

وعليه اختر  لحياتك الدنيا وحياتك الآخرة، الزمر التي يجمعها هدف سام، ويقودها رضا الله تعالی، ويوجهها  إلی الجنة  الموعودة، فلا يمكن للإنسان أن يسير  وحده علی الدوام، ومن دون زمرة!! وإن كانت هذه الزمرة قليلة العدد، وفي المنطق الإلهي الزمر الكثيرة أو التي تعتمد الأكثرية تكون ضالة في الأغلب، كما في قوله تعالی:((وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ  إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)) سورة الأنعام، الآية:116

بينما الزمر التي تعتمد سياق النوع والمنهج والمبدأ تكون هي الرابحة الفائزة، فيمنّ الله عليها بمشهدية الاجتماع، وحضور الجماعة، وظلال القلوب، وحلاوة الرفقة، وتقابل الوجوه، وكل فعلٍ من شأنه التخفيف عما تعرضوا له من محن وشدائد في الحياة الدنيا، حينما كانوا قلة تواجه كثرة مستبدة ضالة!

وكما قال أمير المؤمنين علي(عليه السلام):

(أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله)

وعنه (عليه السلام) أيضا:((عباد الله،إن من أحبّ عباد الله إليه، عبدا أعانه الله على نفسه، فاستشعر الحزن وتجلبب الخوف، فزهر مصباح الهدى في قلبه... فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الردى)) فهنيئا لعباد الله المتقين هذا الجمع وهذه الجماعة وهذا السياق الرباني.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك