المقالات

حديث الثلاثاء:كونوا اوفياء لمن كانوا أوفياء لكم..!


  عمار محمد طيب العراقي ||   اختيار ممثلين للشعب أمانة، لا يصح الإساءة لها، أو التفريط بها، أو التجاوز عليها، وهذا هو فحوى القسم الذي يؤديه النائب المنتخَب، العمل السياسي واحد من أشرف ميادين العمل الأنساني، وينطوي على تضحيات كبيرة ومخاطر اكبر، ينبغي أن يتحملها المنخرطين في هذا الميدان المعقد.. الميدان السياسي؛ يتطلب نوعا من الرجال والنساء، يضعون الوطن والمواطن بين طيات أضلاعهم، وفي حدقات عيونهم.  مع شديد الأسف فإنه وكما هو في كل مكان من العالم، يوجد من هو صالح؛ وقبالته يوجد الطالح, وفي أغلب الأحيان فإن الصالح تتم محاربته، حتى في داخل تنظيمه السياسي، من قبل الطالحين المفسدين, بهدف ازاحته ليخلو لهم الجو! ويحدث هذا في بيئتنا السياسية العراقية أيضا، ولكن على نطاق واسع.! المشكلة لا تقتصر على ذلك, بل أن المشكلة الأكبر؛ هي ان الشخص الصالح، وبعض هؤلاء الصالحين من خيرة السياسيين، نالهم كثير من التشكيك والتسقيط، والمحاربة والشتم والإقصاء؛ من قبل المجتمع الشعبوي البسيط الذي يتبع سياسة توجيه التهم الجاهزة المطلقة للكل، "كلهم حرامية"ما يسبب له احباطا كبيرا, ويسبب له انعزالاً وشبه مقاطعة من أهله وبيئته المجتمعية، والنتيجة, هي مغادرة الجيدين والصالحين.. ما أدى ويؤدي؛ إلى تقلص عدد الصالحين في العمل السياسي. وجهة النظر الشعبوية في تقييم السياسي, وما فيها من بساطة وانفعالية عاطفية طاغية, مع عدم تمحيص للمعلومات؛ كانت سببا رئيساً وكبيرا في إقصاء الصالحين؛ من أي عمل سياسي منتج، ولذلك بدت الصورة وكأن الغلبة للفاسدين المفسدين الفاشلين..بمرور الزمن, سيسيطر الفاسدين المفسدين؛ على أغلب ادوات ادارة الدولة, وقوى عود هؤلاء، وتحولوا الى ذئاب مفترسة،تسلب من المواطن حتى إمكانية النقد والتقييم, بل سيُقطع لسانه و"لسان الخلفوه"؛ إذا تكلم بسوء عن المفسدين والسيئين !!  قرأت في كتاب من الأثر القديم؛ أن عبد الله بن الزبير توصل إلى امرأة عبد الله بن عمر - وهى أخت المختار بن أبى عبيدة الثقفى - في أن تكلم زوجها عبد الله بن عمر أن يبايعه. فكلمته في ذلك، وذكرت صلاته وقيامه وصيامه، فقال لها: أما رأيت البغلات الشهب التى كنا نراها تحت معاوية بالحجر إذا قدم مكة؟ قالت: بلى، قال: فإياها يطلب ابن الزبير بصومه وصلاته!  كثير من السياسيين عندنا في العراق، وبعضهم في الإطار التنسيقي "ربعنا" الذين دفعناهم بتضحياتنا وبدمائنا، يطلبون (البغلات الشهب), وهذا واضح ولا يحتاج إلى دليل أو شاهد؛ لكن الذي يبعث على العجب (وما عشت اراك الدهر عجبًا)؛ هو أنهم على صنفين: صنف فاسد ويعرف أنه فاسد، لكن بالنهاية (محترم نفسه) و"خانس" لا يثرثر باسم النزاهة ولا ينظر بعنوان القيم والمبادئ، وصنف آخر فاسد؛ ولا يعترف أنه فاسد، فتراه (يشفط) مال الله ليلًا؛ ويتخم الآذان بمقولات نظافة اليد نهارًا، ويعتبر الدولة "مجهول مالك" يأخذ منها كما يشاء، وكيفما يشاء، ومتى ما شاء!! الإطاريون مطالبون بمراجعة لمسيرتهم، وبتقييم أدائهم، والإيفاء بتعهداتهم لجماهيرهم، وإلا فإن شعب الوسط والجنوب ليسوا "قشامر"، ولا يرضون أن يبقوا محرومين الى الأبد، فيما ثرواتهم توزع بـ"الهبل" وبلا وجع قلب الى شركاء الوطن، هم ليسوا اوفياء لهذه الشراكة المقدسة.. شكرا.. ٩/٥/٢٠٢٣
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك