د.أمل الأسدي ||
من تستهويه البرامج الحوارية مع الفنانين وبعض الشخصيات المعروفة، يتذكر برنامج" هالة شو" إذ كانت تعده بقوة، وتعالج فيه قضايا مهمة، تخص الفن وأحيانا تتناول قضايا اجتماعية أخری، ثم أعقبته ببرنامج " ناس بوك" الذي أوقفته الحكومة حينها، ومن تستهويه هذه البرامج، تجده يتابع برنامج" معكم منی الشاذلي" إذ تقدمه بكل احترام وذوق ووقار، بملابسها الرسمية المحتشمة، وحديثها السلس ولايخلو من المتعة والطرافة، ولاننسی برنامج " صاحبة السعادة" الذي تقدمه إسعاد يونس، برنامج راق، محترم ومشوق، ينتقي الضيوف بذكاء، ويحاورهم ببساطة أحيانا، وأحيانا أخری يكون الحوار عميقا، كما في حلقة يحيی الفخراني، الفنان التلقائي المدهش، إذ بقيت حينها أنتظر الحلقة ليلا، وأكملت الحلقة الثانية في اليوم التالي، ولا يستطيع المشاهد إلا أن يتابع بشغف وإعجاب شديد بحديث الفنان الفخراني، ولايمكنه إلا أن يشعر بالإعجاب تجاه إسعاد يونس وهي تحاوره بمنتهی الذوق والاحترام، له وللجمهور الذي يتابعها، فهذه البرامج تصل الی الأسرة العربية وتدخل أغلب البيوت؛ لذا وجب أن تكون محترمة، رصينة بعيدة عن السوقية والشعبوية، تنشر الجمال، ترسخ الذوق وليس العكس!!
عموما؛ مادفعني للحديث عن هذه البرامج هو برنامج جديد تقدم MBC العراق عنوانه" سهير شو" فعنوانه يجعل المتلقي يتصور أنه كالبرامج التي ذكرناها؛ ولكنه وبمجرد أن يتابع الحلقة الأولی سيُصدَم!!
يصدمه الحوار الهش، يصدمه التصنع، تصدمه كمية الميوعة، تصدمه الجرأة!! يصدمه الحوار الخادش للحياء!!
فمقدمة البرنامج وبحجة اللهجة العراقية تغزلت بالضيف" معتصم النهار" ولم تكتف بذلك، فقالت له: أتغزل بك كامرأة عراقية!!
ثم قالت: فدوة لجمالك
فدوة لعيونك
ادلل عيني!!
هذا من غير الاستعراض والرقص الذي قامت به في الحلقة، ومع ان الناس اعترضوا وغضبوا وطالبوا بوقف البرنامج؛ لأنه يخدش الحياء، إلا أن القناة استمرت في عرضه لتقدم فيه ما يسيء إلی الأسرة العراقية ويمس ثوابتها الأخلاقية، ويضرب الفطرة الإنسانية التي تميل الی الستر والخصوصية في العلاقات، فتخيل أن النبي آدام وحواء (عليهما السلام) وفي ذروة الحدث وأزمته لجآ الی الستر:((فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ...)) ولكنهم يصدرون إلی الأسرة العراقية كل ما يشوه فطرتها ويغتالها!!
فأين هي الضوابط القانونية التي تحدد أي برنامح أو أي عمل فني؛ لتضمن عدم مساسه بثوابت البلد ونظامه الاجتماعي؟ وهل تقبل الســـعودية أو الامــــارات أن يقدم بلد من البلدان ما يسيء الی مجتمعهم؟
أكتبوا عبارة"الســعوديـة توقف برنامج" ولاحظوا عدد البرامج التي تم إيقافها، حتی البرامج التي تعالج قضايا واقعية في مجتمعهم!!
لماذا يريدون حماية واقعهم بينما يشوهون واقعنا؟
وأين السيادة الاجتماعية؟ المفروض أن يكون للبلد سيادة اجتماعية، أي أن تحفظ الدولة مجتمعها وتحافظ علی سيادته من الاستباحة!!
من المسؤول عن متابعة هذا الملف؟ ومن يوقف هذه الاستباحة ؟ ومن يستمع الی شكاوی الناس مما تفعله الـ MBC عراق بالعراق؟
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha