سميرة الموسوي ||
مؤتمر المستشارية الثقافية حول الهوية الوطنية..فقد بعضهم البوصلة فيه، والمطلوب ستراتيجية مُعدّة مقترحة للهوية الوطنية .
.
__ هذه دعوة نوجهها للسيد رئيس الوزراء ،والمأمول منه أن يطلع عليها شخصيا بكل سطورها ،وليس _ كما نفترض _ أن تقدم له مختصرة فاقدة لزخمها ، ومناسبة دعوتنا هذه هي مناقشة الهوية الوطنية في المؤتمر العلمي المتخصص الذي أقامته المستشارية الثقافية لرئيس الوزراء مؤخرا، ومن المؤكد أننا مع إقامة هكذا مؤتمرات متخصصة إلا إننا لمسنا في هذا المؤتمر بحوثا ذهبت كل واحدة منها بعيدا عن مفهوم هدف الانعقاد ، حتى أصبح مفهوم الهوية الوطنية خاضعا لوجهات نظر متبلورة عن رؤى نابعة من تجارب حياتية فردية مُفَسَّرة على أساس نظريات معظمها لعلماء إجتماع غربيين بحثوا في مجتمعاتهم فقدموا نتائج مفيدة لها ،وكثيرا ما لا تنسجم طروحاتهم مع أرضيات مجتمعنا من حيث البنى الاجتماعية وذلك للاختلافات الجوهرية التي ينظرون بها الى نوعية حياتهم ،فيما تتأسس نظرتنا لحياتنا على أساس المنظور الاسلامي الذي جعل النظرة الى ضرورات الحياة السليمة نظرة إنسانية بكل قيمها وكان أبرزها هي رفض الاعتداء على شعب من الشعوب وإستغلاله والهيمنة عليه ،وظلم المستضعفين في الارض ، ورسوخ مثل هذا القبول الاجتماعي في البنية الاجتماعية الغربية ينسف أية فضيلة للمجتمع الغربي مهما كانت دعواتهم للقيم الانسانية من خلال مختلف القنوات المعروفة محليا وعالميا .
__ فما طرحه المشاركون في المؤتمر
ومن خلال أوراقهم البحثية لم يكن منسجما في ما بينهم لكثرة توغلهم في التفاصيل الامر الذي عقّد مفهوم المواطنة على المواطن .
__ وفضلا عن ذلك فإن ثمة من أدخل أسوأ مفهوم أو مصطلح غربي مشبوه يشرح أو يصف العلاقة بين المرأة والرجل ، بل كان مقحما إقحاما على المراد من مفهوم الهوية الوطنية ، وكذلك فإننا نرى أن مثل هكذا مشاركة وطرح هذه المصطلحات الضالة إنما هو تسلل مدروس لدس هذه المفاهيم المنحرفة في مفهوم الهوية الوطنية تمهيدا لخلق مطبات تخلخل (شرف) الهوية وتزعزع أركانها
__ والحقيقة ،أن مسارات بعض أفكار الباحثين كانت مؤدية الى تشتيت أركان مبدأ المواطنة المتوارثة مع فكرة الهوية الوطنية ، ففي طروحات المؤتمرين إفتراض أن ثقافة العراقي وبأي مستوى من المستويات لا تتأصل في أعماقها هوية وطنية وإن الهويات الفرعية التي تنامت قد قضمت من جرف الهوية الوطنية العراقية ،وكأن تلك الهويات لم تكن موجودة وفاعلة في المجتمع العراقي ، والحقيقة إن تضخيم وجود الهويات الفرعية لم يكن سوى محاولة لإخراج زوبعة الفنجان الى المحيط ، مع إنها في الحقيقة الهوية الوطنية نفسها ولكن الاوضاع الجديدة الاعلامية أخرجتها الى السطع ،فرؤيتها المكوّنة لمضمون فكرة الهوية كانت وما زالت إسلامية منسجمة مع القيم الانسانية ،وكما يوضحها بلا تعقيد إمام المتقين عليه السلام ( الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) منطلقا في قوله هذا من مضامين النص القرآني وأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
__ وأزاء ذلك ينبغي لنا القول أن إدارة المؤتمر لم تبادر الى التوسع بدعوة المواطنين الى الاطلاع عن مضامين تلك الاوراق البحثية وبما ينسجم وخطورة وأهمية هدفها المحدد ، وما نريد قوله هنا وهو الاهم أن رؤيتنا لهذا المؤتمر هي ان الاوجب أن تعد المستشارية الثقافية ستراتيجية وطنية لتأصيل الهوية الوطنية وعلى وفق ثوابتها النبيلة التي لم تتغير وكذلك مضامين المادة الاولى والثانية والثالثة من الدستور ثم تطرحها مشروعا للمناقشة علنا وعلى شاشات الفضائيات المتاحة ، على أن يسبق المناقشات طرح الستراتيجية مكتوبة للمواطنين في وسائل الاعلام المتاحة ، إذ ليس من المعقول أن تتم مناقشة هوية وجدانية بهذا المستوى في حدود غير مقدِّرة لظروف المواطنين ،ثم بعد ذلك نطلب منه أن يحدد مفهومه للهوية بما توصل اليه باحثون لا يعرفهم ولا يعرف ما الذي ناقشوه ، علما أن المؤتمر إفترض أن المواطن يعيش بلا هوية وطنية أو بهوية مشوشة مع إنه خرج يوما وصوّت على الدستور ثم على خمس حكومات تقريبا بعده وهو منتظما في أحزاب وتشكيلات سياسية معظمها إسلامية .
__ نقول بثقة أن مخرجات وتوصيات هذا المؤتمر ستذهب أدراج الرياح إن لم تقم المستشارية بطرح الستراتيجية المسقّفة بزمان في نشرها ومناقشتها وإقرارها وتنفيذها ومتابعة نتائجها .
.. فاستجاب لهم ربهم إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى .
https://telegram.me/buratha