حسين جلوب الساعدي ||
القضية الوجدانية الايمانية العقائدية الانسانية العادلة يكون قبولها تلقائياً بلا تكلف ولا تحشيد وتكون مناصرتها وتأييدها بلا مستأجر ولا اجير وانما عطاء وفداء وصمود وتحدي وانتصار
والقضية العدوانية والممارسات الارهابية والنزعة الدموية يكون رفضها تلقائياً لأنها تجانب الوجدان والحق والعدالة .
هكذا المعادلة في القضية الفلسطينية ومناصرتها وتأييدها ودعمها والوقوف بجنبها لأنها قضية عقائدية تاريخية انسانية وحقوقية عادلة
وهكذا هي اسرائيل متعصبة عدوانية ارهابية دموية مجرمة .
فمناصرة القضية الفلسطينية الواسعة والكبيرة والحاضرة والمتميزة عند عموم الامة الاسلامية كانت تلقائية لأنها قضية وجدانية .
فالملحمة التي خاضها المجاهدون الفلسطينيون في مواجهة اسرائيل والصهاينة اصبحت بوصلة توحد الامة وتوجهها لقضاياها المركزية وامست شاخص يستدل به في تمييز عدالة القضية الفلسطينية وعدوانية اسرائيل .
وإن استمرار الزخم المعنوي والتأييد الواسع والتلاحم والحضور في حمل القضية نابع من وجدان الامة لانها دخلت في ضميرها من عدة مسارب وهي :
1- مكانة القدس الدينية عند المسلمين لانها اولى القبلتين ومنها معراج النبي (ص) وفيها قبة الصخرة ولها احكامها والصلاة فيها وان المسلمين يقصدوها للزيارة والعبادة وبعد الاعمال العدوانية لإسرائيل والصهاينة للسيطرة عليها استحضر المسلمون كل مكامن الوعي والاعتقاد لقدسية ومكانة القدس لتكون احد مسارب الوجدان لقضية فلسطين .
2- استحضار الاحداث التاريخية في الحروب الصليبية التي غزت بلاد المسلمين من اجل السيطرة على القدس وقد تمكنت اكثر من مرة وانتصر عليها المسلمون في معركة حطين وفي جنوب لبنان ودور الفدائيين الشيعة من الشهابيين في لبنان والجبل والشيعة الاسماعيلية (جماعة حسن بن الصباح) وهزمت لغير رجعة ان استذكار الحروب الصليبية على ارض المقدسات في فلسطين احد مسارب عمق الوجدان الاسلامي للقضية الفلسطينية .
3- فهم الشخصية اليهودية في التاريخ والتراث والشريعة حيث عرف عنها الجدل والغدر والدسائس وقتلهم الانبياء ونكثهم للعهود وحربهم لله ورسوله في المدينة وحصن خيبر ومعركة الخندق وطردهم من الحجاز .
ان فهم المسلمون للشخصية اليهودية الصفراء مثل احد مسارب الوعي في وجدان الامة .
4- جمع اليهود من اصقاع الدنيا بعد وعد بلفور الذين لا ينتمون لأرض فلسطين بأي شكل من الاشكال لا باللغة ولا بالوطن لإعطائهم الحق في فلسطين بعد التحالف الصليبي والصهيوني وبمساندة الغرب وبريطانيا .
ان استحضار ظروف وعد بلفور حيث كان العالم الاسلامي يرزح تحت القوى الصليبية الاستعمارية من الانكليز والفرنسيين والطليان وجمع اليهود في فلسطين احد الاثار الاستعمارية التي يقاوم المسلمون اثارها لحد اليوم لتكون احد مسارب الوجدان عند الامة الاسلامية اتجاه قضية فلسطين .
5- عدوان الصهاينة الذين اجتمعوا من شتات البلدان على سكان بلد امن ومستقر واخذ اراضيهم وتهجيرهم وسلب املاكهم وحرمانهم من حق العيش والاستقرار في اوطانهم قضية يتفاعل معها ادنى ذي ضمير وانصاف ووجدان لذا اصبح هذا احد موارد ومسارب دخول القضية الفلسطينية في وجدان الامة .
6- عملية القتل والابادة والترويع والقصف على المدنيين وقتل الاطفال والنساء والشيوخ وزج الاحرار في السجون وترويع الناس واخذ اراضيهم هدم بيوتهم وبناء المستوطنات فيها، ان جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني لا تعد ولا تحصى وكلما ازدادت وتكررت تعمقت القضية في وجدان الامة الاسلامية واحرار العالم .
7- القضية الفلسطينية قضية اسلامية حيث يتعرض الشعب الفلسطيني المسلم لاغتصاب ارضه وتهجير شعبه وسحق ما تبقى منه وحكمه بالحديد والنار والارهاب والعنف والقسوة تدفع الشعوب المسلمة التفاعل مع اخوانهم في الدين وهم يتعرضون لاحتلال غاشم مجرم مما يجعلهم يتفاعلون معهم وجدانياً وبدافع ديني عقائدي انساني .
ان مكانة القدس في عقيدة وتاريخ الامة الاسلامية واستحضار الحروب الصليبية الغازية لفلسطين وفهم طبيعة الشخصية اليهودية الغادرة وجمع الغرباء بعد وعد بلفور في ظروف الاحتلال والاستعمار وعدوان الصهاينة على الشعب الفلسطيني والمجازر التي قاموا بها واسلامية وانسانية القضية الفلسطينية جعلها قائمة شاخصة ماثلة في وجدان الامة لذا جاء تأييدها ومساندتها والافتخار بانتصاراتها بشكل تلقائي ووجداني لتمثل رداً حازماً حاسماً للمغرضين والمأجورين والخانعين والمهزومين والمنساقين وراء التطبيع والذل والاستسلام .
ان تلاحم الامة الاسلامية بقيادة المقاومة وبشجاعة الفلسطينيين ودعم ومساندة الجمهورية الاسلامية والقوى المقاومة وتأييد الامة الاسلامية يدل على بشائر النصر والانتصار .
والحمد لله رب العالمين
ـــــــ
https://telegram.me/buratha