المقالات

الشهيد محمد باقر الصدر ..مشروع أسلامي مغيب..!


قاسم سلمان العبودي ||

 

أعتادت الأوساط الدينية والسياسية على أقامة مهرجانات الأحتفال السنوي كل عام في التاسع من نيسان ذكرى شهادة المرجع الديني الكبير السيد محمد باقر الصدر  . وفي كل عام يستذكر المحتفلون منهج هذا المرجع الكبير ومقارعته للنظام البعثي المقبور ، والتغني بمنتوجه الفكري العلمائي الكبير الذي لازالت أصدائه تملأ الدنيا الى يومنا هذا . لكن المؤلم أن يستذكر ( أبناء ) المرجع ومواليه والسائرين على نهجهِ بأن أستشهاد المفكر الاسلامي الكبير ، جاء بسبب التخابر مع دولة خارجية ( أيران ) في وقت تتقاطع فيه حكومة البعث مع قادة الثورة الأسلامية الأيرانية في ذلك الوقت .

المؤسف في الأمر أن بعض الأحزاب الأسلامية في العراق لم تقرأ فكر الشهيد الصدر قراءة صحيحة . ولم تسير على نهجه بشكل واضح شفاف . لقد كان الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه صاحب مشروع أسلامي نهوضي ، وكان من السباقين بتكريس ولاية الفقيه المباركة في الساحة الفقهية الاسلامية ، وقد أشار أشارات واضحة الى الأسلام الحركي ، الذي أنخرط فيه الشباب الرسالي منذ ستينيات القرن الماضي والى يومنا الحاضر . وقد تخندقت قوى التحرر الأسلامية في زمن البعث ، خلف هذا المرجع الكبير الذي أماط اللثام عن الوجه الحضاري للاسلام السياسي الحركي .

فما الذي قدمته الأحزاب الإسلامية لذلك المشروع بعد سقوط نظام البعث الكافر ، وخصوصاً أن أسم الشهيد الصدر الذي كان العنوان الأبرز لمرحلة الجهاد الاسلامي في دول المهجر ؟؟ نقولها بأسف كبير أن أغلب الأحزاب السياسية الإسلامية لم تنهض بواقع المشروع الصدري كما يجب . لا بل أن بعض التيارات التي تدعي الأنتماء للحركة الاسلامية بشقيها ، الحركي الأصلاحي ، وتلك التي أنخرطت في العملية السياسية متصدرة المشهد السياسي العراقي ، لم تقدم للأمة ذلك المشروع الكبير الذي بسببه تم أعدام الشهيد الصدر . فقد كان مشروع الصدر هو الأسلام يقود الحياة  … فهل قاد أسلامنا العظيم حياتنا بعد سقوط البعث ؟؟

ربما بسبب التغيير الخارجي لسلطة البعث ، وأحتلال العراق أميركيًا ، فضلاً عن ألهاء القيادات السياسية العراقية وخصوصاً الأسلامية منها المتصدية للعمل السياسي في موضوع أقتحام المجاميع الارهابية للداخل العراقي ، سبب آخر لمنع قيام المشروع النهضوي الذي دفع الشهيد الصدر حياته ثمنًا له . لكن هذا لا يرفع المسؤولية عن كاهل فشل بعض الأحزاب الأسلامية في عدم تبني ذلك المشروع . أذن نحن اليوم أمام أزدواجية كبيرة بالتعاطي مع الحالة النهضوية للمشروع الأسلامي . وهناك تلكؤ كبير جدا بأعادة الحياة الى المشروع الأسلامي وخصوصاً نحن اليوم أمام تحديات كبيرة وفي خضم تغيير كبير سيطرأ على منطقة الشرق الاوسط وغرب آسيا تحديداً . تحديث المشروع أصبح ضرورة ملحة  ، لذا نعتقد على جميع قيادات الصف الأول في أحزاب الأسلام السياسي تدارك الامر . وبذلك نكون قد وفقنا في خدمة الأمة ، والوفاء للشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه . البوصلة واضحة ، وسهام العدو التي ترشدنا الى خندق الحق أيضاً واضحة ، ولهذا فليعمل العاملون .

 

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك