حسن كريم الراصد ||
أمريكا أعادة ترتيب أولوياتها بعد الاكتساح الروسي لمدن أوكرانيا رغم ان أوربا مازالت تشعر أنها تدفع نحو محرقة للاموال والاسلحة والعتاد هي في غنى عنها بخلاف بريطانيا التي لا تستطيع مغادرة الحضانة الاميركية ومازلت تشعر بالحاجة لرعايتها .
انطلاقا من هذا التحول فقد تراجعت أهمية تل أبيب عند البيت الابيض فالخطر الروسي الصيني المدجج بالسلاح النووي بات وشيكا . وكذلك أستياء بايدن من نتينياهو الذي بات يصدع رأسه بخطواته الحمقاء وقراراته المتسرعة مع كره مستمكن في نفوس الديمقراطيين لنتينياهو الذي دعم ترامب حتى النفس الاخير .
ولم يكن أتهام نجل نتينياهو لامريكا بالتورط في دعم التظاهرات في أأسرررا ئيل آت عن فراغ بل عن مقدمات ترتبت فخرجت بهذه النتيجة .. وبالتالي فاسرائيل بدأت تشعر أنها فقدت احد اهم اركان قوتها وعليها أن تستبدل نتينياهو لتعود لمكانتها ولكي تتفهم أن الوقت غير ملائم للتهديد بضرب أيران بلحاظ أشتعال المنطقة كلها وانفتاحها بشكل لا يمكن حتى للعفاريت من الجن أغلاقها .
فأيران تنتظر ساعة الصفر بفارغ الصبر بعد أن أكملت ترسانتها النووية وبعد أن ودع الكوكب ظاهرة القطب الواحد الذي بات غير مرغوب فيه ومرفوض أستهتاره بقيم الشعوب وبعد أن تمادى وبات يسيل لعابه لأي بئر نفط في الشرق وان كان صغيرا فهي على أستعداد لتدمير البلدان وتحطيم الشعوب لانقاذ أقتصادها الذي بانت ملامح أنهياره .
المهم أن أسراااائيل تشعر بأن الوقت ضيق ولم يبقى الكثير منه لتعلن واشنطن فك أرتباطها بها أما لعجز أقتصادي سيصيبها أو لحرب مع الشرق تضعف هيمنتها وتكشف وهنها وعليها العجلة لاضعاف أو تدمير أحد أهم اعدائها وللقفز للامام خطوات وتقريب المواجهة مع أيران وهذا رأي اليمين المتطرف المبني على تراث ديني وتنبؤات تلمودية .
أما أيران فقد استثمرت هذه الحوادث والانعطافات بشكل مثير للدهشة . فروسيا زحفت نحو طهران لتقدم لها أنموذجا واحدا فقط من قوتها الا أنه تمكن من قلب المعادلة في مواجهتها مع اوكرانيا وحلفاؤها الغربيين بعد أن صالت مسيراتها وجالت بمرأى ومسمع منظومات الدفاع الجوي التي كلفت الغرب ما يعيد بناء الارض. ثم تمكنت من عقد أتفاقات ومعاهدات ستراتيجية تمتد لربع قرن قادم لتربط بكين بمصيرها ولتكن حريصة كل الحرص على أمنها وسيادتها لضمان أنسياب البترول الايراني الى مصانعها العملاقة .
ثم توجهت (ايران ) نحو محيطها وتمكنت ولو قليلا من عزل الرياض عن ذيليتها لواشنطن واقنعتها بأنها لم ولن تمثل تهديدا لامنها ولا داع لأنفاق الملايين أرضاءا لزعماء البيت الابيض من بعبع لا وجود له اصلا فتمت المفاوضات وعقدت الاجتماعات واعلن عن قرب فتح السفارات أمام دهشة واشنطن وحسرتها على ما بذلت من جهود خلال اربعة عقود ذهبت ادراج الرياح .
هذا الامر جعل دبي تتطاول بعنقها لحجز مكان لها في المعادلة الجديدة فهرولت نحو سوريا ولتستقبل الاسد المحاصر منذ عقد استقبال لم يخلو من حفاوة وتقدير . وكذلك تركيا وموقفها القوي أتجاه واشنطن واتهامها لها بأنها قامت بجلب ارهابيين وتركيزهم في سوريا وانتقادها اللاذع لواشنطن بعد ضرب الاخيرة لمراكز وقواعد تقول أنها أيرانية ..
هكذا بدأت تتسارع الأحداث وتتقاطع الوقائع فما كان مؤملا أن يحدث بسنين حدث بأيام وكل ذلك ينبئ بسقوط حضارات وقيام أخرى ومازالت حمى الانعطافات الشديدة قائمة وقد ننام فنستيقظ لنجد أن دولا محيت وأخرى دمرت وكل هذا سيكون بعيدا عن منطقتنا بعد أن التزم نتنياهو الصمت وشعر بأن جبهته الداخلية واهنة ضعيفة قد تحرق كيانه دون سقوط صاروخ ينطلق من غزة ولا مسيرة تنطلق من كرمنشاه فأرتعب وركن الى زاوية يرتجف من القادم المحتوم
https://telegram.me/buratha