سميرة الموسوي ||
هذا الربيع الايراني العالمي ليس حدثا بمواصفات ما حصل لعدد من الدول العربية، فكان فوضى مختلقة دمرت البلدان لكي يزداد ضعفها وتبقى رؤوسها بين مطرقة الاستكبار العالمي الصهيوني وبين سندان المجموعات المتخصصة بإشعال حرائق الضغينة والفتن والطائفية والاحتضار في غرف الانعاش المسيطر عليها ب ( ريموت كونترول ) الهيمنة الآيلة للإنهيار ،فهذا الربيع إسلاميا ( حاكته) العقلية المتبصرة الانسانية الايرانية ،وبكل إرادة المؤمنين بمباديء الاسلام القرآني المحمدي وبمنهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية .
الربيع الايراني العالمي ينتشر بلا هوادة بين شعوب العالم وإنتشاره لم يكن بالتعامل الايراني العالمي بالمباديء الاسلامية الانسانية المجردة فحسب وإنما أخذ هذا النوع من الربيع خصوصيته وأصالته من مصداقيته المُعبّر عنها عمليا ، وسلوكيا وطنيا وإقليميا ودوليا على الرغم من كل الهجمات على الجمهورية الاسلامية ،فهذه الهجمات فشلت فشلا ذريعا بتزايد تماسك وتلاحم الشعب الايراني وكل المناصرين له في أرجاء العالم ،فسقطت كل الستراتيجيات الهدامة والحرب المركبة والفوضى الخلاقة المزعومة والحرب الناعمة وإمكانات العولمة الشرسة المستذئبة .
الربيع الايراني العالمي بدأت طلائعه منذ الثورة الخمينية الشعبية الكبرى عام ١٩٧٩ وإستمرت إنتصاراتها وبثورية لم يسبق لها مثيل في التاريخ من حيث ان إستمرار الثورية هي أحد أهم أركان مباديء الثورة الايرانية ،ولذلك توالت الانتصارات الى يومنا هذا وبوتائر متصاعدة بقيادة السيد الخامنئي مع كل الثوار المناصرين له في العالم .
فالربيع الايراني يتميز بكونه يمنح بسخاء كل إمكانات التحرر بالرغم من قيود الحصار الصهيوامريكي المفروض على الشعب ،فهذا الربيع العالمي ليس فوضى وتدمير بنى وتغيير حكومات وأنما هو إعادة تنظيم شعبي جذري يطرد الفاسدين والمحتلين والمهيمنين والاذلاء الارجاس ،ويضع الطلائع المخلصة الثورية في مواقع القيادة لبناء الوطن على الاسس الاسلامية وعلى منهج إمام المتقين عليه السلام ولذلك لم يعترض أحد على الثورة الايرانية حين تدخل بكل طمأنينتها إلا المتضررين من إمتيازات إستغلال شعوبهم إذ أن الثورة نالت ( الثقة الانسانية ) بتجردها عن أية مصلحة ذاتية مهما كانت وحتى الذين قاوموا الثورة ومبادءها في السنوات الاولى وحتى سنوات متقدمة بدأوا يغيرون نظرتهم بعد إكتشافهم بأن الربيع الايراني كان ولم يزل ربيعا عالميا إنسانيا ،وليس كالربيع الذي صنعه أعداء الانسانية في عدد من الدول لتأبيد سيطرتهم ، ولذلك ،وبعد التبصر عمليا بأهداف إيران من ربيعها العالمي لمسنا الكثير من المتغيرات العالمية النابعة من إستلهام تسامي إيران بثوريتها الاسلامية العالمية ، ونلمس اليوم الكثير من إشتراطات الثورية الايرانية لدى شعوب عدد من دول العالم وهي تثور على الهيمنة والطغيان ،مثل سوريا ولبنان والسعودية ودول خليجية واليمن وروسيا والصين وكوريا الشمالية وعدد من دول أفريقيا ، وفرنسا ،والمانيا ،ودول أخرى ، وإن ثورة شعوب بعض الدول الكبرى تستهدف أنظمتها الظالمة المعتدية ،في حين تثور الشعوب الاخرى على الاستعمار والهيمنة الاوربية والامريكية المفروضة عليها .
.... ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا والاخرة .
https://telegram.me/buratha