باقر الجبوري ||
كلنا كان ولايزال يتذكر احداث العام (٢٠١٤ ) وكيف شاهدنا بأعيننا الفرحة التي ملأت قلوب اهالي المحافظات الغربية بعد دخول دا..عش اليها تحت مسمى ( ثوار القنادر - اجلكم الله ليس من ذكر كلمة القنادر بل من مسمى ثوار القنادر الذين هم أنجس من القنادر نفسها ) !
حيث شاهدنا حينها نزول أهالي تلك المحافظات الى الشوارع وهم يرقصون ويغنون و( يدبچون) ويبايعون على النصرة والولاء لدا..عش وعناصره من الشیشان والافغان ومن قذارة العربان!
نعم .. كلنا نتذكر فليس ذلك ببعيد !
فرحتهم الغامرة تلك ( الا ماندر من الشرفاء منهم .. ولو خليت لقلبت ) لم تكن الا نكاية وحقداً بالشيعة وبحكومة الشيعة ( الطائفية ) كما كانوا ولازالوا يسمونها منذ العام ( ٢٠٠٣ ) ولغاية الساعة مع كل مالهم فيها من مناصب مهمة في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان والوزارات .
بل مع كل مالهم من مناصب في كل مفاصل تلك الحكومة بعنوان ( المحاصصة ) التي جائت بها العملية السياسية العرجاء وبضغط أمريكي ودولي على حكومة الشيعة وكل ذلك كان لمجرد كونهم من ( السنة ) وبحجة انهم ( مقصيين ) عافانا الله واياكم من الاخصاء !
ومع ذلك فهم طوال تلك الفترة لم يدخروا وسعاً للانقلاب على الحكومة التي آوتهم وأعطتهم الامن والامان والجاه العظيم ومع ذلك فقد كانوا السباقين فيها بالفساد والافساد وتحت الرعاية والحماية الامريكية ولاننسى قصة تهريب ( أيهم السامرائي ) من مركز شرطة الكرادةبعد مداهمته من قبل قوة امريكية !
وكذلك فهؤلاء هم من قدم الدعم للارهاب القادم من الخارج ومن الداخل وتقديم كل الدعم الازم له وكذلك من خلال التصريحات الطائفية التي كانوا يطلقونها في المؤتمرات التي كان يتم تنظيمها في الداخل وفي الخارج حتى التي كانت بتمويل من الحكومة الشيعية ( الطائفية ) كما يسمونها كمؤتمرات ( المصالحة الوطنية ) .
ولطالما رأيناهم يتباكون في الاردن والسعودية ومصر ودول الخليج وغيرها من الدول العربية والاوربية على حقوق ( السنة ) المسلوبة ونسائهم المغتصبة وشبابهم المغيب في ( صحراء الخالدية ) والصقلاوية والذين لازالوا الى اليوم مختفين في تلك الكهوف ( أقصد من بقي منهم ) فلايخرجون منها الا متى إشتاقوا الى الجنة والغداء من الرسول وتفجير انفسهم بين قواتنا الامنية العراقية القحية !!
وكذلك لاننسى ماسمعناه من البكاء من ساستهم على بغداد ( هارون الرشيد ) وبغداد ( ابو حنيفة ) كما في خطبة المجاهد ابو رعشة التي الهب فيها مشاعر العروبين والقومچية من أصحاب النخوة العربية !
نعم .. واتذكر اننا كنا قد سمعناهم يتباكون على ( سامراء ) التي احتلها الفرس المجوس يعني ( الشيعة الذين حرروها من دا..عش ) مع انهم هم من فَجَروا قبتها الذهبية وعادوا اليها في السنة التالية ففجروا مآذنها وقتلوا حينها الاعلامية اطوار بهجت مع انها من السنة ( يعني منهم ) وحينها كتمت الحكومة الشيعية الطائفية عن ذكر الموضوع في الاعلام وحتى لاتشب نار الطائفية من جديد !
وكم سمعنا نحيبهم بعد العام ( ٢٠١٤ ) واثناء عمليات تحرير مناطقهم من ( دا.. عش ) بينما كانوا هم هاربين يسرحون ويمرحون في ملاهي ومراقص أربيل وعمان وتركيا !
فمنها ماكان على ( قنينة الغاز ) السليبة من تكريت أم المجاهدين والتي تبين فيما بعد انها ( عبو..ات نا..سفة ) لدا..عش واخرجها رجال الله من المنازل المحررة حتى لاتؤذي المدنيين حين عودتهم اليها !
وكذلك كنا نسمعهم يتباكون ماكان على ( الثلاجة المقدسة ) التي قالوا ان الحشداوين قد سرقوها من احد البيوت في الموصل وارسلوها الى محافظة ميسان لكونهم لايملكون ثلاجة تعمل بالكهرباء مع ان اغلب ( الحشداوين ) لم يكونوا اصلا يملكون اجرة العودة الى محافظاتهم ولكونهم لايملكون الوقت اصلا لسرقة الثلاجات وارسالها فقد كانوا منشغلين في القتال من منزل الى منزل ومن مزرعة الى مزرعة ومن شارع الى شارع وكان الهم الاكبر لديهم هو اعادة جثث شهدائهم من اخوتهم وابناء عمومتهم الى محافظاتهم كي يحظوا بالوداع الاخير لذكرياتهم في مضايف القصب الجنوبية والى مقبرة النجف !
وكم سمعنا وسمعنا وسمعنا من هذا النحيب والعواء على تمثال ( رأس ) ( ابو جعفر المنصور ) في الوقت الذي لم ترمش لهم عين على انفجار ( الباب الشرجي ) الذي ذهب فيه العشرات من الشباب بين شهيد وجريح !
كل ماذكرنا الان لايقارن بما كنا نسمعه ونراه من كلام الشرفاء الذين تهجروا من تلك المناطق بسبب ( دا..عش ) !!
دا..عش الذي أعدم الالاف من أبناء السنة ممن اعتبرهم مرتدين او كفار او عملاء وخونة لمجرد انهم كانوا موظفين في دوائر الدولة !!
دا..عش الذي اغتصب المئات من النساء واجبرهن على جهاد النكاح !!
دا..عش الذي سبى منهم المئات من الحرائر وباعهن في اسواق الرقة أو قام بتسفيرهن الى دول أخرى !
دا..عش الذي أستولى على الاملاك والعقارات وقطع الارزاق وعطل الأعمال والتجارة وحرم عليهم حتى تدخين السكاير ناهيك عن قتل كل من يشرب او يتاجر بالخمور والمخدرات ( الا بامر ومأذونية من الخليفة ) !!
اعتقد ان كل ماجرى سرده من قصص وروايات في هذه العجالة التي اختزلت اكثر من ( ١٩ ) عاماً كانت على مسمع ومرأى من كل المتشدقين بالوطنية من سياسي الغربية وغيرهم من بائعي الوطنية والولاء ( لكل من يدفع اكثر ).
الذين كانوا يصمون أسماعهم عنها !!
بل ان الاغلب منهم كان يصفق ( لدا..عش ) ويكبر بتكبيراتهم ( الله اكبر الله اكبر ) وهم يذبحون الابرياء او يرمونهم من فوق البنايات العالية او يحرقونهم وهم أحياء حتى لو كانوا من ابناء محافظاتهم .
أو يسبون أو يغتصبون النساء الايزيديات والشيعيات وحتى السنيات ممن لم يقبل أهلوهم بحكم الدوا..عش الانجاس ومن جاء معهم من الاغراب ولعل خيم العار كانت خير شاهد للسياسيين اصحاب الدفوف الذين فظحهم الله واخزاهم حينما كانوا يتغنون بقطع رؤوس الشيعة !
أقول .. ان كل مافي هذه الأسطر هي حقائق لاتخفى على أي انسان ذي لب او متابع للمشهد السياسي العراقي بعد ( ٢٠٠٣ ) واغلب ماذكرناه موثق بمقالات ودراسات وتقارير محلية ودولية مصورة وموثقة !
والى هذا الحد واتوقف سائلاً !
فلم هذا النفاق والكذب وتزوير الحقائق والسعي وراء خلق فتنة جديدة بين نسيج المجتمع العراقي الواحد من قبل ساسة القوم !!
الاشخاص الذين يدّعون انهم كتاب أو أدباء أو محللين سياسين أو إعلاميين أو ساسة من السنة ومن لف لفيفهم من البعثية وبائعي الشرف والغيرة !!
كلهم اليوم قد رفعوا راية الحرب ضد أهل الجنوب ( الشروگية ) الذين سطروا أعظم المآثر حينما استظافوا أهل الغربية من ( النازحين المهجرين ) واسكنوهم بيوتهم وحسينياتهم وجعلوهم اقرب منهم الى انفسهم وقالوا لهم ( آهلا وسهلا وعين غطة وعين فراش ) و( انتوا اگعدوا واحنة نحرر گاعکم ) وشارکوهم رغيف الخبز حتى أعادوهم الى ديارهم سالمين غانمين وذلك بعد أن إمتلأت بوابات محافظات الجنوب ومناطقهم بقطع التعزية وبصور الشهداء والايتام ونياح الثكالى وآهات الامهات على أبنائهن والزوجات على ازواجهن واخوانهن !
فهل هذا هو جزاء الاحسان !
احدهم يقول ( لاتحملونا منية .. هذا وطنكم وانتوا دافعتوا وحميتوه ولاخلفة الله عليكم )
هم صحيح .. بس كان المفروض منك انت ( البغل ) هم تطلع أدافع عن وطنك وعن محافظتك وعن مدينتك ولاتترك عرضك بيد دا..عش يلعب بيه ( شاطي باطي ) حبيبي أبو الغيرة !
طبعا كلامي هنا على من يتلسن بالقول على أهل الجنوب الذين دافعوا عن الوطن وحرروه من ( دا..عش ) وليس على اهل الغربية بالعموم !!
واقول .. في مقابل كل هذا العطاء الجنوبي الذي عجز جميع الشرفاء في الوطن من سنة وكرد وايزيدية ومسيح عن رد الفضل اليهم !
أقول .. هل تستطيع كل فظائيات اخوتنا واهلينا وأنفسنا ( السنة ) التي تدعي ان المجتمع السني قد ظلم خلال فترة احتلال داعش لمحافظاتهم ومناطقهم خلال تلك الفترة !! هل تستطيع تلك الفظائيات انتاج ( مسلسل ) او ( فلم ) واحد يحكي قصة تلك الفترة ( احتلال دا..عش ) او ( تحرير الغربية ) بحقيقة ما جرى فيها من بطش الارهاب بالسنة او إيثار المحررين الجنوبين لاهل الغربية على أنفسهم !!
هل تتذكرون ذلك الرجل المهظوم من أبناء السنة على احد جسور الرمادي وهو يسب ويشتم شيوخ الفتنة والعار الذين باعوا الغربية (ببطل عرگ ) وهربوا الى اربيل وكان يتشكر من ( الشروكية ) الذين اخرجوهم بسلام من بين أنياب الدوا..عش وصمدوا وهم يدافعون عن اراضي أهل الغربية !!
لا طبعا لايستطيعون !!
البيهم .. مايخليهم !!
العلة ليست فقط بالمجتمع السني الذي يقتفي أثر هذه القنوات الفظائية الارهابية وكأن أخبارها وتقاريرها ( قرآن ) منزل من عند الله بل هي أكبر عندهم من ذلك مادام تبث السم الزعاف ضد الشيعة !!
بل العلة بساستهم وإعلامييهم والمؤدلجين لهم سياسيا وعقائديا من الذين ( يحشون ) عقول البسطاء من ( السنة ) بالاكاذيب والتدليس لخلق الفتن والقلاقل للعودة لمربع ما بعد السقوط وما جرى فيها من القتل والارهاب بعنوان ( الطائفية ) والتي يتحمل كل قطرة دم سالت فيها سنية كانت أو شيعية هؤلاء الساسة .
فهؤلاء الساسة قد قبضوا ثمنها مقدما من الامريكان ومن سفارات العربان وغيرهم !
اعود فاقول .. فمتى يستفيق اهل السنة من هذا البئر الذي يريد ساستهم ايصالهم للوقوع فيه !
فكلما حفروا أكثر !
كان سقوطهم فيه أعظم وأكبر !
الى الله المشتكى !
تحياتي ..
https://telegram.me/buratha