هيثم الخزعلي ||
منذ ٢٠٠٣ ولغاية اليوم كان مشروع اقرار الموازنة معضلة عراقية، ودائما ما كانت تتأخر الموازنة مما يكلف العراق خسائر مادية نتيجة تخلفه عن سداد دفعات التعاقدات مع الشركات.
كما أن مصالح المواطنين والمشاريع التي تتوقف على التمويل تعاني من عرقلة بسبب هذا التأخير، فضلا عن بعض السنوات التي كانت تنتهي بدون موازنة، ولا يعلم احد شيئا عن حساباتها الختامية.
وهذه المرة الأولى التي تنجز بها الحكومة موازنة ثلاث سنوات في مشروع واحد.
وهذه المرازنات٢٣-٢٤-٢٥ جاءت متسقة مع البرنامج الحكومي مما يؤكد أن هذه الحكومة تمتلك رؤية وبرنامج وعازمة على تنفيذه.
كما أن موازنة السنة الأولى إلزامية، اما قانون السنتين الآخريين فهي قابلة للتغير حسب تغير اسعار النفط او الدولار، اي آنها موازنة لخطة متوسطة المدى.
ولأول مرة تضم الموازنة (صندوق العراق للتنمية) لمعالجة الازمات المتراكمة مثل أزمة السكن او الابنية المدرسية، كما تضمنت صندوقا لدعم المحافظات الأكثر فقرا.
الموازنة تم قرارها بعد الوصول لتفاهمات شاملة مع إقليم كردستان، والذي كانت حصته مشكلة مزمنة مع كل قانون موازنة، بعد تشكيل لجنة من وزارتي التخطيط والتجارة، واعتماد البطاقة التموينية لاحصاء سكان الإقليم ومنحة موازنة عادلة، تتناسب مع عدد سكانه.
وتماشيا مع برنامج الحكومة بدعم القطاع الخاص تضمنت الموازنة ضمانات سيادية لدعم هذا القطاع في مجالات الزراعة والصناعة مع زيادة رؤوس اموال المصرف الصناعي والمصرف الزراعي.
وآللافت آن هناك تخفيضات بمقدار الثلث في تخصيصات استيراد الطاقة، نتيجة دخول محطات جديدة للخدمة.
كما تضمنت الموازنة تمويل مشاريع السكن والخدمات الأساسية في المحافظات المحررة واعادة توطين النازحين، إضافة لصندوق اعمار سنجار وسهل نينوى خدمة للمكونات العراقية في هذه المناطق.
وأخيرا تضمنت الموازنة حزمة اصلاحية لدعم المتقاعدين وشبكات الرعاية الاجتماعية ومنح لطلبة العوائل الفقيرة.
بكل هذه المميزات نتلمس العدالة الاجتماعية في توزيع ثروات البلد، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار ان الحكومة قامت بتخفيض سعر صرف الدولار مما كلفها زيادة في عجز الموازنة تتحملها لوحدها دون المواطن.
واتذكر عندها قول السيد رئيس الوزراء (ان الحكومة تتحمل هذه التكاليف والمواطن لا يتحمل)..
يتأكد ان هذه الحكومة جاءت فعلا لخدمة المواطن العراقي و انصافه ولو نسبيا، وجعله قيمة عليا في رؤيتها وبرنامجها.
وما دام هذا الإنسان العراقي العظيم هو القيمة العليا والغاية الأسمى وما دام هدف الحكومة إعانة المواطن فأن الله سيكون في عونها. كما قال الصادق الأمين:-
(أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..
١٣-٣-٢٠٢٣
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha