عبد الرحمن المالكي ||
لم تكن المرجعية الدينية المباركة في النجف الاشرف بمنأى عن ما حصل بعد اعقاب حرب الخليج الثانية و انكسار الجيش العراقي آنذاك، فلم يشهد الجيش انتكاسة منذ تأسيسه والى عام 1991م، مثل ما حصل له في حربه مع ما يسمى بالتحالف الدولي اثر غزو العراق للكويت، وحتى انطلاق الانتفاضة الشعبانية المباركة في الرابع من اذار عام 1991م، وسريانها كسريان النار في الهشيم، تصدت المرجعية الدينية المباركة في النجف الاشرف، بزعامة المرجع الديني الأعلى الراحل ابو القاسم الخوئي (قدس سره)، لقيادة الانتفاضة بٍغية الخلاص من نظام العفالقة الذي حكم العراق بالحديد والنار.
أصدر سماحة السيد الخوئي بتاريخ الخامس من اذار 1991م، بيانه الأول والذي اوصى فيه الى ضرورة ان يكونوا المجاهدين الذين خرجوا لمحاربة طاغية العصر وجلاوزته من البعثين والصدامين مثالاً صالحا للقيم الإسلامية الرفيعة وجَعل الله (عز وجل) نصب اعينهم في ما يصدر عنهم من أفعال وعدم التسرع باتخاذ القرارات غير المدروسة، والحفاظ على ممتلكات الناس واموالهم واعراضهم، فضلاً عن حماية الممتلكات والمؤسسات العامة كونها ملك للجميع، ودفن جثث الموتى الملقاة في الشوارع وفق الموازين الشرعية وعدم التمثيل بها لان تلك التصرفات تتنافى مع اخلاقنا الإسلامية.
كما أصدرت المرجعية الدينية بيانها الثاني في الثامن من اذار عام 1991م، تلاه المرحوم الشهيد العلامة السيد محمد تقي الخوئي نجل المرجع الأعلى (قدس سره)، جاء فيه "ان البلاد تمر بمرحلة عصيبة تحتاج حفظ النظام واستتباب الامن والاستقرار والاشراف على الأمور العامة والدينية والاجتماعية تحاشياً من خروج المصالح العامة من التسيب والضياع".
كما تقرر تشكيل تضم نخبة من العلماء مهمتهم ارشاد المجاهدين ومساعدتهم في انجاز المهام الملقاة على عاتقهم في تخليص العراق من الحكم الصدامي الديكتاتوري، وتألفت اللجنة من (السيد محي الدين الغريري والسيد محمد رضا الخلخالي والسيد جعفر بحر العلوم والسيد محمد رضا الخرسان و السيد محمد السبزواري و السيد محمد محمد صادق الصدر و السيد محمد تقي الخوئي والشيخ محمد رضا الساعدي، وقد اضيف اليها لاحقاً السيد محمد صالح الخرسان.
المرجعية الدينية المباركة تقف مع الشعب ومع طموحاته واهدافه في أي مرحلة يمر بها البلد، سواء في الانتفاضة الشعبانية او الاحداث المتسارعة التي تلتها وصولاً الى فتوى الجهاد الكفائي و اخرها دعم المتضررين في سوريا وتركي
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha