حافظ آل بشارة ||
منذ تسللت ثقافة جهاد التبيين الى عقول مثقفي هذه المدن المهدمة بدأوا يبصرون الاشياء من زاوية تصوير جديدة ، فكانت الصدمة ، بعض الاذكياء انتبهوا الى ان الغزو الثقافي المرعب يتفجر احيانا من داخل زوايا المنظومة ليخربها ، مثلما تنفجر المجاري داخل بيت نظيف ، ولم يعد العدو بحاجة الى شن هجماته لافساد عقيدة الايمان بالمهدي المنتظر والظهور والانتظار والممهدين وغيرها من اعمدة هذه العقيدة الاصيلة ، ولتوضيح الكارثة المشار اليها يجب تذكير الناس بأن الاسلام الذي احتضن اشخاصا مثل معاوية وعمر بن العاص وطلحة والزبير ومروان بن الحكم والمغيرة والاشعري وغيرهم وهم زعماء وقادة فهذا يعني ان الاسلام بدأ آنذاك يأكل نفسه ، ولا يحتاج اسقاطه الى هجمات نصرانية او يهودية او رومانية ، وبالفعل تحقق ذلك فالذين قاتلوا في صفين والجمل والطف للقضاء على رسالة النبي ووصيه واسرته ولمحو ذكره هم ابناء الامة العربية الاشاوس وليسوا من الاجانب ، كذلك اليوم ينطلق رصاص الحرب الناعمة من داخل البيت الشيعي ليصيب عقيدة الظهور والانتظار ، دون الحاجة الى خبراء مجندين اجانب يستخدمون المغالطات والجدل لزعزعة اركان هذه العقيدة ، فالجيل الشيعي الذي يريد ان يتعلم اساسيات العقيدة سيصاب بالجنون من هول الصدمة وهو يرى ان :
الشيعي المترف الفاسد ينادي يا مهدي
والشيعي اللص الشرير ينادي يامهدي
والمعمم المزيف المنحرف ينادي يا مهدي
والمتعهد للاجانب بتدمير بلده ينادي يامهدي
ينادون مثلما ينادي المقاتل في الحشد يامهدي ، ومثلما ينادي الفقراء والمعدمون والمعتدى عليهم وباحثو القمامة ، الفريق الاول ينادي يا مهدي للظهور بمظهر المؤمن الممهد ليكسب المزيد من الامتيازات ، والفريق الثاني ينادي يا مهدي بحثا عن حل لمأساته لأنه سمع انه سيملأها قسطا وعدلا ، فاذا ذهب الفقير المنادي يامهدي الى المترف المنادي يامهدي املا في عطفه ، لم يجده شيئا بل وجده مبغضا وكأنه من امة اخرى ، نعم في الشيعة وفي العراق المترفون امة والفقراء امة ثانية وكلاهما يصيح يامهدي ، والامتان متناقضتان تناقضا وجوديا ولا يمكن لهما ان يرفعا شعارا واحدا ، وعندما نجد كليهما ينادي يامهدي فهذا يعني ان هناك التباسا في الموضوع ، وان احدهما هو الصادق اما الآخر فكاذب ويمثل الحرب الناعمة الداخلية ضد المهدوية والانتظار والتمهيد ، انهم النسخ الحديثة من معاوية وعمر بن العاص وطلحة والزبير ومروان بن الحكم والمغيرة والاشعري ، يتولون رفع شعار المهدي ، بينما هم منشغلون بملئ الدنيا ظلما وجورا وليس قسطا وعدلا ، هناك مهزلة لم ينتبه اليها الا القليل ، يجب ان تتوفر طرق وآليات لمنع الانسان المريض صاحب الشخصية السفيانية من ترديد شعار يا مهدي ، لأن موجات صوته ستكون رصاصات حرب ناعمة توجه الى هذه العقيدة العظيمة ، يزداد عدد السفيانيين ذوي الجنسية الشيعية ، ويزداد وابل رصاص حربهم الناعمة الموجهة الى العقيدة ، وهذا يكفي لارباك الجيل الجديد وجعله دائخا عاجزا عن فهم هذا الانفصام الاجتماعي الخطير ، فهناك من يصف نفسه بانه مقاوم ومجاهد وممهد لكنه مترف وسارق وكذاب ومتكبر فكيف يكون ممهدا ومهدويا ؟ اليست هذه تشكيلة تضليل احترافي لحرب ناعمة سفيانية كاملة ؟ اليست هذه الحالة بحاجة الى جهاد التبيين اكثر من جهاد تبيين لمواجهة التضليل الذي تمارسه اميركا واسرائيل وعملاءهم مستهدفين امة الاسلام ؟
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha