المحامي عبد الحسين الظالمي ||
اعلان دخول النظام العراقي للكويت واحتلالها شكل صدمه لكل المراقبين وبالخصوص للاخوة المجاهدين الذين يعارضون النظام بعد حالة من الاحباط افرزتها نهاية الحرب العراقية الايرانية عام 1988وخروج النظام منها سالم بعد ان كبد الشعبين خسائر كبيرة جدا ، تلك النهاية المتوازنة التي جعلت الامور صعبة على القيادة الاسلامية العراقية والمعارضة العراقية بشكل عام والمجاهدين بشكل خاص.
كان حدث دخول الكويت واحتلالها وتداعيات هذا الحدث كما ذكرنا والذي عقد الموقف اكثر الموقف الامريكي والاممي من الاحتلال الكويت خصوصا على المجاهدين من جهتين ، جهة دخول امريكا طرف وهي دولة معروفة النوايا ومن جهة اخرى بعث الامل فيهم بقرب نهاية النظام وهو هدفهم وغايتهم .
الموقف من التدخل الامريكي في حرب تحرير الكويت
من اكثر المواقف جدلا بين المجاهدين كان هو الموقف من هذه الحرب التي طرفها الجانب الامريكي ودول التحالف الاممي الذي عدته امريكا بالمال الخليجي بعد ان هدد النظام الوجود السعودي الخليجي بعد اجتيازه للحدود السعودية ومهاجمة منطقة الخفجي الغنية بالنفط السعودي مما جعل السعودية تكون محور لهذه الحرب مما عقد الامور وجعل النظام العراقي في وضع الا يحسد عليه ناهيك عن رغبة امريكية بضرورة تقويض ترسانة العراق الحربية المتطورة التي خرج بها بعد نهاية الحرب مع ايران ومع تزمت النظام وفشله السياسي والذي اذهب فرص ذهبية ليخرج بنتيجة غير النتيجة التي خرج فيها ( وتلك هي ارادة الله ودماء الشهداء ) .
هذا الموقف الذي جعل المجاهدين في حيرة ولابد لهم من اختيار احد ثلاث مسالك
الاول : الدخول مع النظام ضد امريكا باعتبار ان هذه الحرب في حالة خسارتها سوف تكون كارثة على العراق ولكن السؤال المحير كيف يؤمن الحال من النظام ؟ والذي نعرفه ونعرف مكره وكنا واثقين ان النظام مجرد ان تنتهي الحرب سوف يغدر بالمجاهدين هذا من جهة ومن جهة اخرى هذه حرب ظالمة ضد شعب مسلم مسالم وهو جيران للعراق ومتبنايتنا ترفض ذلك ، صحيح ان حكام الكويت ارتكبوا خطأ استراتيجي عند ما وضعوا الكويت راس حربة في دعم العراق ابان حربه مع ايران وهناك قول شهير يعتبر شبة نبوءة للأمام الخميني حول دعم الكويت للعراق اذ قال ما معناه (سوف تكون الكويت اول سندوج يأكلها صدام بعد نهاية الحرب العراقية الايرانية ان خرج منها ان خرج منها سالما ) .
هذا الموقف جعل البعض من المجاهدين يرفضون الدخول في هذه الحرب مع صدام ويعدونه انتحارا ( وانا هنا اذكر مواقف النخب الجهادية ازاء حدث مزلزل يعنيهم بالصميم وليس موقف الجمهورية الاسلامية ولاموقف القيادة الاسلامية العراقية الرسمي والذي لم يكن بعيدا عن موقف المجاهدين هذا الموقف الذي تلخص (كان يرفض الحرب ضد الشعب العراقي ويعتبر ذلك خطأ ارتكبه صدام ويجب ان يحاسب عليه كا نظام وليس كا شعب ليس له ناقة في هذه الحرب ويرفض كذلك تصرف صدام واحتلال الكويت وتهديد السعودية وزعزعة استقرار المنطقة التي خرجت توا من حرب الخليج الاولى ).اذا المسلك الاول هو الدخول في الحرب الى جانب النظام وهذة مبررات رفضة .
المسلك الثاني : تمثل في موقف اخر لبعض النخب الجهادية والذي كان يرى ان الوقوف على التل في حرب سوف يكون وقودها الشعب العراقي موقف غير سليم ويجب ان يكون لنا موقف اما مع الحرب والقضاء على النظا م وهذا فية اشكال كبير وهو عدم معرفة النوايا الامريكية او ان نكون ضد الحرب الامريكية ولكن ليس على الاراضي الكويتية بل في حالة دخول الامريكان العراق وتعرض الشعب العراقي الى تهديد جدي وكان الراي يعتمد على ان يقوم المجاهدون بعمليات نفوذية ضد الغزاة دون التنسيق مع النظام .
المسلك الثالث : تلخص بالاستعداد ولتهيئ ولانتظار لما تؤول الية اتجاهات الحرب واستغلال اي فرصة للقضاء على راس النظام ومنع الامريكان من تحقيق خطتهم التدميرية .
وبين رغبة جامحة في خلاص من صدام ونظامه وبين خوف شديد على مصير شعب اصبح رهينة في يد نظام لا يعرف الرحمة تلك الايام والاشهر التي وصلت الى ما يقارب ستة اشهر تقريبا والمجاهدين بين مد وجزر في الموقف رغم ان الوضع الداخلي للمجاهدين بدء بالاستعداد والتهنيء لما تؤل له الاحداث ومع تصاعد وتيرة الحرب وتعدد القرارات الاممية ضد العراق والتي للأسف لا يمكن الفصل بين ما يستهدف النظام وما يستهدف الشعب واضحا ،ومع وصول المعلومات المؤكدة حول حجم الاستياء بين صفوف الشعب ضد سياسة صدام وادارته لملف الازمة واصرار امريكا وحلفائها على اخراج العراق من الكويت معاقبا على فعلته التي ربما ورطة الامريكان فيها بخطة استدراج ذكية نفذها الامريكان عن طريق السفيرة الامريكية في العراق ( غلاسبي ))
تلك الايام والاشهر التي مرت على العراقيين وهي محملة با الخوف والترقب من الاتي ومع وعيد وتهديد امريكا والتي كانت ثقيلة جدا على المجاهدين ومحيرة ايضا فبين رغبة في نهاية النظام وبين اهل وشعب ووطن سوف يدمر والذي لم يمضي علية سوى اقل من سنتين على نهاية الحرب العراقية الايرانية وذا بهم امام راس ثور كبير ساقهم اليه نظام صدام وحرب شعواء لايعرف نتيجتها الا الله مستسلمين لقدر الحرب الذي لم تترك لهم عقدا من الزمن الا وكانت ضيفا ثقيلا عليهم
شنت امريكا مع دول التحالف هجومها الجوي والصاروخي والذي استهدف كل البنى التحتية للعراق, والمجاهدين على هبة الاستعداد لغرض استغلال اي فرصة ربما تمنحها لهم نتيجة الحرب دون الدخول طرفا فيها ذلك الموقف الذي حددته القيادة الاسلامية بعد مداولات ونقاشات استمرت لفترة طويلة والذي استقر على اختيار المسلك الثالث والذي يتلخص (انتظار ما تأول الية نهاية الحرب ) .
انسحب العراق من الكويت انسحاب غير مسيطر علية مما جعل وحدات الجيش العراقي مكشوفة امام تفوق جوي وسيطرة على الاجواء مئة في المئة فحدثت الكارثة وبيدت اغلب القطعات المنسحبة للأسف الشديد واغلبهم من ابناء الملحة وسعيد من وصل اهلة سالما قاطعا المسافة مشيا على الاقدام بعد ان تقطعت بهم السبل وامام هذه الهزيمة النكراء المتوقعة وحالة الاستياء العسكري والشعبي تفجرت انتفاضة كبيرة كادت ان تقلص عمر النظام لو لا اشارة من ابناء العم العربي ان اوقفوا الزحف فالقادم اخطر ونحن غير مستعدين له ) . (
تلك الانتفاضة التي شارك فيها المجاهدون بقوه . سوف نخصص لهذه الانتفاضة ودور المجاهدين فيها سواء من كان بالداخل ابناء الانتفاضة او المجاهدين الذين كانوا يرابطون على الحدود او المتواجدين في مقرات الداخل وذلك عبر مقال من جزئيين مخصص لهذا الغرض والله الموفق ..
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha