المقالات

السوداني وعصا موسى!.. 

1186 2023-03-04

ا.د. جهاد كاظم االعكيلي ||

 

كانت لعصا موسى دلالات عديدة، أراد من خلالها ارسال رسائل تثبت صدق إدعائه في رسالته لقوم غلب عليهم أمر فرعون وأوهمهم عن خط الهداية والتحرر من العبودية، ولهذا أصبحت دلالات عصا موسى واضحة في حل أمر عجز الآخرون عن تخطي الصعاب في قضايا الناس التي تخص حياتهم بكل جوانبها المادية والمعنوية، ومنذ ذلك الزمن بقت هذه العصا مضرب الأمثال أمام إستحالة تخطي الصعاب والأزمات ..

وفي العراق بقى أيضا يبحث عن من يمتلك القدرات لترتيب أوضاعه المرتبكة،  وذلك للعبور إلى بر الأمان وتغيير حال الناس نحو هدفهم المنشود، لكن عصا موسى في دلالتها الرمزية أمسكها الكثير من أصحاب السلطة من خلال وعودهم وخطبهم لإجراء ما يطلبه أو يتمناه الشعب من تلبية مقومات الحياة  التي تخص الخدمات العامة التي توفر الأمن والإستقرار لهم، غير أن واقع الحال يتطلب الكثير من بذل الجهود لتخطي حالات الفساد المنتشرة في مؤسسات الدولة العراقية  وتخطي الأزمات التي تعيشها ..

ودولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لا يقدر على مسك هذه العصا لوحده ما لم تتظافر وتتكاتف معه جهود الوزراء في كابينته الوزارية أو المسؤولين الآخرين المعنيين، بقصد إجراء التغير المنشود في مرافق الحياة العامة، لكن الحقيقة تقال أن هذا التكاتف والتآزر بدا لنا واضحا من خلال حديثة للمسؤولين في دوائر الدولة ومؤسساتها أمام وسائل الإعلام ومطالبته بإصرار واضح بتقديم ملفات الفساد في الوزارات ومتابعة المشاكل الحقيقية التي تعيق العراق من بلوغ مرحلة النهوض والتطور وحلحلتها، وكذلك وقوفه أمام المسؤولين في الشركات التابعة للدولة والمسؤولة عن تنفيذ المشاريع للإرتقاء بمستوى البنىى التحتية والإنطلاق بها إلى مستويات أرقى وأكبر ..

وما يفرحنا حقا هو تحذيرات السوداني التي وجهها علنا للمقاولين أو أي جهة أخرى بالكف عن التلاعب بالمال العام وتعاطي الرشا، وتهديده علنا لهؤلاء بمعاقبتهم ومعاقبة أي جهة تبتزهم وهم يشرعون في إنجاز المشاريع الموكلة لهم ضمن الحزمة الحكومية الأولى لإعمار العاصمة بغداد، ومن المؤكد أن تحذيرات السوداني هذه إنما تُعد إشارة واضحة وصريحة في الرغبة والإندفاع التي يظهرها صراحة عبر حزمة من البرامج الحكومية التي تم طرحها أو التي ستطرح لاحقا ..

وهذا يعني أن أمل العراقيين بالسوداني وكابينته الوزارية، يتطلب تعاون اداري كبير إذا ما أمسكوا بالعراق والسير به نحو إصلاح حقيقي لمجمل أوضاعه الإجتماعية والإقتصادية والتنموية والخدمية، وطبعا هذا الأمل سيتصاعد أكثر وأكثر ويوما بعد آخر إذا ما تم تفعيل جميع قوى مؤسسات الدولة لجهودهم مع السوداني على طريق النجاح، وحينها سيشعر المواطن وكل من موقعة بتحمل المسؤولية الكاملة بنقل البلاد الى بر الامان

 من خلال دعم مشاريع البناء والإعمار والحفاظ على المال العام والإلتزام بالقانون وحفظ النظام حتى تفعل عصا السوداني وحكومته فعلها الصحيح التي لم يستطع أحدا أن يفعلها غيره من قبل ..

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك