عبد الرحمن المالكي ||
ادت سياسات ترامب الى تراجع الدور الريادي للولايات المتحدة الامريكية، في النظام الدولي، وقد ادى الخلاف والتوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية، الى قيام بعض الدول بالمضي قدماً في مشاريع التعاون فيما بينها بمعزل عن الولايات المتحدة الامريكية، كما حدث بالنسبة الى اتفاق التجارة الحرة عبر المحيط الهادي، الذي انسحبت منه ادارة ترامب ووقعته سائر الدول ودخل حيز التنفيذ في 30 ديسمبر للعام 2018م.
ادى ذلك الى ضغوط امريكية على الشركاء في حلف الناتو ايضاً، ومن ثم قيام بعضهم بأحياء بعض الافكار بخصوص التعاون الاقليمي، مثل اقتراح الرئيس الفرنسي ماكرون في نوفمبر 2018م، بأنشاء جيش اوربي يضم دول الاتحاد الاوربي دون الولايات المتحدة الامريكية، او قيام البرلمان الاوربي برفع الحرس الثوري الايراني من لائحة الارهاب.
ذلك ادى الى تراجع دور الولايات المتحدة الامريكية في تأدية دور قيادي بالنسبة الى عدد من القضايا الدولية، وعلى رأسها تلك المتعلقة بحماية البيئة وتحرير التجارة وقد برز دور الصين لملِء فراغ القيادة الامريكية في هذه القضايا، اذ اعلنت لصين رفعها للواء العولمة، والتزامها بقواعد التجارة العالمية، فضلاً عن كون الصين لا تؤمن بالهيمنة والسيطرة على مقدرات الاخرين، وقد حصل ذلك في اتفاقية باريس لحماية تغيير المناخ، التي انسحبت منها ادارة ترامب ايضاً، كل ذلك يؤشر الى ترسيخ التحول الذي يشهده العالم نحو المزيد من التعددية القطبية في النظام الدولي وانهاء القطبية الاحادية.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha