عبد الرحمن المالكي ||
الولايات المتحدة تفتقد الى الكثير من نفوذها السياسي عبر العالم، وان مسائل اقتصادية وغير اقتصادية تقودها الى بذل المزيد من الجهد على الداخل الامريكي، مما يفقدها التركيز الذي تتمتع به لعقود من الزمن ما بعد الحرب العالمية الثانية على سياستها الخارجية.
تحاول روسيا بما تمتلكه من موارد الطاقة، ان تفصل الصين عن النفوذ الامريكي في امدادات الطاقة، اذ قامت بتوقيع العقود معها لمد انابيب النفط والغاز، واشراكها في آسيا الوسطى لتطوير حقول الطاقة هناك، عبر تأسيس وتنشيط منظمة شنغهاي للتعاون الروسي – الصيني، بل ان كازاخستان قد اخذت تراجع عقود الطاقة مع الشركات الامريكية كافة، لا سيما شركة (شيفرون) تمهيداً للتنصل من تلك العقود، ومن ثم حرمان الولايات المتحدة من مكاسبها التي جنتها في التسعينات في مجال الطاقة ببحر قزوين.
من ناحية اخرى، خلق الفشل الامريكي في العراق، عملية اعادة نظر تكاد تكون شاملة في الاستراتيجية الامريكية التي ابتدعت في اثناء رئاسة جورج بوش الابن، فادى ذلك الى خروج قيادات القرن الامريكي الجديد من الحكم في واشنطن، امثال ريتشارد بيرل وولفويتز وجون أبي زيد ورامسفيلد وغيرهم الكثير.
ان المتابع لأحوال هذه القوة الجبارة يجد ان تغييرات جوهرية تحصل في قوة الولايات المتحدة الامريكية، ومنذ تفكك الاتحاد السوفيتي السابق، لم يستطع رؤساء امريكا انقاذ بلادهم، فأن الحال يشير الى انها بدأت طريقها نحو الهبوط و يمكننا ان نستقرئ الافاق الممكنة في الفترة المتوسطة القادمة، التي تبين ان طريق امريكا نحو الهبوط، حتى اصبح ذلك الامر الاقرب الى الواقع المنظور
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha