السيد محمد الطالقاني ||
إنّ الفترة الزمنية التي رافقت حياة الامام موسى الكاظم عليه السلام كانت من أصعب المراحل والمقاطع الزمنيّة حيث كانت أوضاع بني العبّاس قد استتبّت، بعد فراغهم من الصراعات والخلافات والحروب الّتي كانت دائرة فيما بينهم في بداية حكمهم, وقد عاصر الإمام الكاظم عليه السلام في فترة حياته الشريفة أربعةً من طواغيت زمانه وجبابرة عصره من بني العباس السفّاحين بدءا من المنصور الدوانيقي الذي ما تورّع في إبادة أُمّة في سبيل تثبيت عرش بني العبّاس، ولمّا هلك تربّع على العرش العباسي ابنُه محمّد المهديّ، وسار على منهج سلفه في القتل وسفك دماء المسلمين، بل زاد على ما فعله أبوه، وبعد هلاكه خلفه الطاغيةُ الشابّ النزق السفّاح موسى الهادي العباسيّ، ولم يطل به المقام حتّى هلك، فخلفه أخوه الطاغية الجبّار هارون الرشيد الذي زاد في الظلم والجور وسفك دماء المؤمنين على نهج أسلافه الطغاة الظَلَمة.
وقد تحمّل الإمام الكاظم عليه السّلام صنوف الإرهاب السياسيّ والفكريّ والعذاب النفسيّ والجسديّ، ما لا تتحمّله الجبال الرواسي وواجهها بعزمٍ ثابت وإرادةٍ لا تلين، وبتصميمٍ راسخ لا تزعزعه العواصف ولا تزيله القواصف، موطّناً نفسه على مواجهة وتحمّل كلّ الصعاب التي مارسها حكّام الجور ضدّه في سبيل ترسيخ دعائم شريعة الإسلام المحمدي الاصيل, وقد اتّخذ الإمام الكاظم عليه السّلام موقف المعارض في التعامل مع السلطة الحاكمة وأجهزتها، فقد كان يبدي التحفّظات في ممارسة أيّ عمل للنظام الحاكم، وكان يندّد بمواقف بعض المتملّقين للحكم والعاملين في أجهزته, وقد لعب الإمام عليه السلام دوراً مهما في توضيح حقيقة التآمر الفكري في بلبلة عقول المسلمين،
اليوم ونحن نعيش ذكرى شهادة الإمام الكاظم عليه السلام ، حيث يمر العراق باعقد فترة تاريخية سياسية عقائدية فكرية, نحتاج الى وقفة جادة من كل الشرفاء من أجل سلامة هذا البلد, وتصحيح كل الأخطاء التي رافقت العملية السياسية .
=
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha