المحامي عبد الحسين الظالمي ||
بدءا من الرسول الاكرم صل الله عليه وسلم ومرورا بالامام علي عليه السلام وفاطمة الزهراء وانتهاءا بالامام الحجة ارواحنا لهم الفداء تجد ان لكل واحد منهم دور معين ضمن سلسلة اطلق عليها عترة ال بيت النبوه والتي بدورها تشكل حبل الله المتين مع القران والسنة النبوية الشريفة وهما العروة الوثقى .
كل امام من الائمة له دور معين علية ان يقوم به وهو بذلك بشكل حلقة ضمن سلسلة طولها اربعة عشر حلقة بدءا من الحلقة الاولى وهو الرسول الاعظم الذي بلغ رسالة السماء ومن ثم خليفته على الامة الامام علي الذي امتحن الله به ثبات الامة ومدى قدرتها على التمسك بما جاء به خاتم الانبياء وما اوصى به ومن ثم الزهراء التي كانت سر الولاية وحلقة وصلها ثم الحسن الذي مثل دور الخليفة الناصح والحريص على وحدة الامة وكيان وجودها ثم الحسين الذي مثل ثورة الاصلاح والتضحية من اجل الدين وسنة الرسول بكل ما يملك ليكون درسا لكل البشرية ثم زين العابدين الذي جسد الارتباط بالعبادة والدعاء طريقا لتوعية الامة وربطها مع الخالق (دعوة المظلوم على الظالم) وما اكثرهم في هذه الامة ثم الامام محمد الباقر الذي سار على نهج ابية ليمهد لمدرسة علمية فقهية تربع على عرشها الامام جعفر الصادق الذي ترك مدرسة عظيمة يشع نورها الى قيام الساعة علما وفقها وسلوكا
ثم الامام الكاظم الذي جسد التضحية والفداء وعدم مهادنة الظالم مهما كلف الثمن حتى ولو عاش العمر مطاردا من بلد الى بلد لينتهي في سجن السندي ثم الامام الرضا ثامن ائمة الهدى الذي اراد ان يكون دور الحاكم طريقا لكشف زيف الحكام وكذب ادعائهم وتجاسرهم على مقدرات الامة وكذا كان دور الامام الجواد الذي اثبت احقية الولاية لآهل البيت طفلا كان ام كبيرا فهم بحر العلم ومنارة الهدى وكذا الامام الهادي الذي سار على سيرة ابائه علما وتقوى وسيره ليكون الامام العسكرية حلقة تمهد الطريق لحجة الله على الارض الى قيام الساعة الامام الذي تجسدت به قدرة الله ليبقى اماما للامة الى ان ياذن الله حتى لاتكون للناس حجة على الله وحتى لا تسيح الارض بدون امام حق عادل يتولى امر هذه الامة يظهر ليعيد ربط الحلقة الاخيرة باولها ويسلم الامانة عدلا وقسطا ، ومن ينكر ذلك ينكر قدرة الله على فعل كل شىء وهو القائل للشيء كن فا يكون فلا عجب ولا غرابة من قدرة الله على ما يشاء فهو القادر الحكيم الذي يقدر
ويفعل وفق ما يشاء .
هذه الادوار التي شكلت سلسلة مترابطة كل واحد من حلقاتها لها دور يساعد في ربط السلسلة وفق ما اراد خالق الكون والمتحكم بمصيره وكل من يدعي ان هناك تضارب بالمواقف والادوار فهو واهم وذلك ما نص علية الحديث النبوي ( الحسن والحسين امامان ان قاما او قعدا ) فالقيام دور والقعود دور وكل واحد منهم حلقة في سلسلة طولها اربعة عشر معصوم وهكذا اراد الله لهم .
ونحن على اعتاب ذكرى شهادة باب الحوائج موسى الكاظم علية السلام الذي عاشر ثلاث خلفاء عباسين ثم التحق بالرفيق الاعلى شهيدا في زمن الخليفة الرابع هارون الرشيد ذلك التعيس الذي تحمل وزر سجن الامام الكاظم وتسبب في شهادته وهو في سجنه ليكون عارا ولعنة تلاحقه الى يوم الدين فاين هارون الخليفة صاحب المقولة الشهيرة وهو يخاطب السحاب ( اين ما تمطرين يأتيني خراجك ) اين هو من الشموخ الحقيقي للامام موسى الكاظم الذي تتحول بغداد يوم شهادته الى لوحة وفاء لذلك الدور الرباني الذي قام به الامام عليه السلام
تلك اللوحة البالغة بالتعبير ( سجين يحيى النفوس بعد مرور عشرات من القرون وخليفة ليس له سوى الويل والثبور ) . ها هو الامام موسى ابن جعفر يحكم بغداد من مرقده الشريفة ولسان الحال يقول اين الطغاة واين الملوك واين الجبابرة ؟
مما يجري بعد كل هذه القرون من الزمن . ولسان الحال يقول فهل من معتبر ؟.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha