زيد الحسن ||
( الحرية ) تلك المفردة التي تغنى بها الانسان طوال الزمن ، كسر العبودية مبتغى الشعوب المستعمرة ، رفع هام الرجال لايكون الا لو كانوا احراراً ، فلما الاصرار على العبودية ، بلباسها الحديث ، شعبكم دمه يغلي عز و كرامة و عنفوان ،فاين انتم منه الان ؟.
من يقول اننا بلد حر مستقل وغير تابع للغرب يكذب ، بل يكون متشدقاً او احمق ، خرج العراق من البند السابع ، بعد ان اوفى بكل التزاماتة المادية ، ودفع فواتير النظام السابق كاملة غير منقوصة ، ونال الخلاص من كل التبعات القانونية التي فرضتها الامم المتحدة على العراق ، وبدأ الامر واضحاً و جلياً ان القيادة اصبحت بيد صناع السياسة من العراقيين ، والشعب يراقب و يترقب الخطوات التي يحلم بها في العيش بكرامة و عز ، دون ان يكون ذليلاً او مدان لاحد ، وسارت خطوات الحكومة نحوا الدول الكبرى وختمت التواقيع بعقود مع اكثر من دولة ، وبعد ان جف حبر هذه الاتفاقيات ، تبخرت مضامينها بتغريدة واحدة من وكر السفارة ، مع غمزة عين تحذيرية ، (وصفعة على الرقبة من الخلف )، ليعود العراق منحني الرأس و يوقع على الورق الابيض .
نص تغريدة السفيرة يوم ٣١ يناير عام ٢٠٢٣ ، ( يستحق العراقيون اقتصاداً متنوعاًو حديثاً ووظائف ذات أجور جيدة ، لتحقيق ذلك من الضروري ، بناء منظومة كهرباء على مستوى عالمي ، الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل وللقيام بهذا المسعى المهم ) انتهت التغريدة ، ولم يأخذ الاعلام دوره في تحليل هذه الخدعة و المؤامرة الكبرى ، والاشارة الكبيرة للشعب التي تقول ؛ ان مصيركم بيدنا نحن ، ولا خيارات لكم ، البعض من الناس فرح ان اميركا ستحقق ماعجزت عنه الطبقة السياسية منذ سقوط النظام الى الان ، والبعض الاخر اصبح يدرك تماما ان الموانع الامريكية كانت خلف كل تقدم او بناء ، لكن الشعب اليوم لم يعد غافلاً عما يعملون ، النوايا واضحة ، والانبطاح واقع حال ، و قول كلمة ( كلا ) يقال امام الجدران فقط ، والبديل اليوم لدى اولو الامر منا هو ( نعم).
لمن نسي من هو الشعب العراقي وما الذي يملكه من قوة ،اذكر بصولات الرجال في التصدي لهجمة الكفر الشرسة ، وان نسيتوها ارفعوا ابصاركم الان وشاهدوا ماذا يفعل الابطال في سوريا الجريحة ، ان شاهدتم بعيون الحقيقة ستدركون ان لوي الاذرع بعيد كل البعد عن رجال العراق ، فلا تجربوا ان تضعوا هذه القوة الهائلة خلف ظهوركم وتقولوا لاميركا ( نعم ) ، لن نقبلها منكم البتة ، (كلا كلا كلا امريكا ).
اين كانت اميركا عن الوظائف طوال عشرون عاماً ؟ واين كانت عن بناء منظومات الكهرباء ، واين كانت عن كل هذا الهدم في اقتصاد العراق ، هي التي تهدم وهي التي تضع الحلول وهي التي ترسم السياسات ، وما كان من ارتفاع سعر الدولار الا برغبتها هي ، وما كان من قرار تنزيل السعر الا من اجل وضع الشروط الجديدة ، هذه هي محصلة مايحدث ، اقولها بكل وضوح ولا لبس فيها .
لن نتصور يوماً ما ان العراق سوف يتعافى على ايادي القتلة ، اميركا هي القاتل الشره لكل الشعوب ، لارحمة لديها ولا قناعة بالكف عن شرورها ، ونحن نرفض تلك العافية من لدنها لانها ستكون مرة مغموسة بالذل والعراقي ( هيهات منه الذلة ) .