سميرة الموسوي ||
ما يحدث من هجمة إعلامية وحشية الحقد على الحرس الثوري الايراني منذ زمن ؛ أسبابه بعيدة كل البعد عما هو معلن ، والمعلن المعروف لا يُقنعُ نملةً ولا يصيد عصفورا ، فما يحشون به الآلة الاعلامية بكل وسائلها ولا سيما مواقع التواصل الاجتماعي من تدليس وتحريف كأسباب ،وخاصة و بحسب متخصصين بهذا المشهد__ ما يقدم الى اوربا شعوبا وحكومات لا يعدو عن كونه عبث المصدومين ، وأن مقالة واحدة تأخذ مداها في سياق جهاد التبيين ستُخرج رأس النعامة من تحت الرمال ؛ فهذه الهجمة الاعلامية في حقيقتها ( حرب ناعمة ) مجردة ولن تجرأ للوصول الى (حرب ذكية ) وسيبقى (العتاد الناعم) المبثوث في كل زوايا العمل الاعلامي عتادا موجها نحو العقول بغية تغيير القناعات والمواقف من الحرس الثوري : الجيش الدفاعي المبدئي الانساني .فالاسباب الظاهرة المعلنة والمصممة أساسا لتغيير القناعات الدولية الاوربية _ شعوبا وحكومات_ مهمتها ( قطع طريق) التفكير بالنوعية المتفردة لفكر تشكيل الحرس الثوري وقدرته على تغيير المعادلات السياسية والعسكرية وتكوين رأي عام يقوم على صحوة عالمية تهدف الى إنصاف المظلومين والمستضعفين في الارض ،والثورة على الهيمنة والاستكبار العالمي ، وكل ذلك في إطار ضرورة تفكيك وتحطيم المنظومة الفكرية والايديولوجية لمفهوم القطبية الواحدة الذي يخيّم فوق العقلية الاوربية و( يحلب ) حكوماتها أموالا طائلة بحجة عدم قدرتهم على حماية دولهم وشعوبهم من الاعداء المحتملين ، وإن الحماية المقدمة لهم باهضة الثمن وكما هو معلوم لدى الاوربيين من خلال الترسانات العسكرية الامريكية المنتشرة في دول العالم _ أسلحة ومعدات متطورة ( هوليودية مدهشة) وجيوش ( سوبرمانية) مدربة على غرار جنود المارينز في الافلام السينمائية حيث يقومون بأدوار (المكلفين الربانيين ) بتحرير الشعوب .
ودولة الاستكبار والتجبر لا يخيفها جيش مهما كان عدده إلا إذا كان على غرار الحرس الثوري ،لأن هذا الجيش وبصرف النظر عن إحصاء إنجازاته العديدة التي تتابعها دولة الاستكبار قبل غيرها جيش متميز عن غيره من الجيوش وذلك بكونه يحمل عقيدة الجندي النبيل والفارس المبدئي الاسلامي الانساني ، وهو وضمن هذا التوصيف__ لا يرضى بالظلم والاستعباد والهيمنة ويرفض الاعتداء بكل أشكاله من أية حكومة في العالم حتى لو كان ( واقعا من حكومته على الشعب ) ،فهذا الجيش ليس كما الجيش الذي يقبل الاعتداء فيغزو العراق وأفغانستان وغيرهما من الدول ، وإن نظرة سريعة الى تاريخ دولة الاعتداء سنعرف أن أكثر من ثلاثة أرباع تاريخ وجودها كان حروبا إعتدائية على الشعوب ،إذ لديها أكثر من ٨٠٠ قاعدة عسكرية ( معلنة) في ١٣٠ دولة ،أما عدد القواعد البريطانية والفرنسية والروسية والصينية فتبلغ ٣١ قاعدة فقط، وإجمالي عدد جنود تلك القوعد الامريكية فيزيد على ٣٠٠ الف جندي معظمها في اليابان وكوريا الجنوبية و٣٣ الف جندي في اوربا أغلبهم في المانيا تليها إيطاليا أما في العراق وأفغانستان فيزيدون على ٢٠٠ الف جندي ولا سيما بين عام ٢٠٠٢ بأفغانستان ومنتصف عام ٢٠٠٣ بالنسبة للعراق ،وقد وصلت تكلفة الحروب الامريكية منذ عام ٢٠٠١ وحتى عام ٢٠٢٠ الى ٦،٤ ترليون دولار ، وهذه الارقام من المسموح به السري المنشور ، ومن الجدير بالذكر أن جندي دولة الاستكبار لا يهمه ولا يعنيه أين ومن يقاتل؟ وهل يضغط على الزناد حقا أم باطلا؟ فلقد علموه على أن لا يسأل مَن يقتل في العالم لانه العنصر (المتفوق) فلا مبدأ ديني ولا قيمة إنسانية لديه، في حين ان الحرس الثوري ينطلق من مباديء منهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية .
وأزاء ذلك كله ومع نشوب الحرب الروسية الاوكرانية التي عرّت نوعية الوجود الاوربي أدهشهم وجود وتسامي جيش من دولة ( نامية ) يتمكن من تحدي دول الهيمنة ويفضح نياتها وزيف المعلن من مبادئها ، التي غسلوا بها أدمغة الشعوب والحكومات،وعندئذ بدأت الاسئلة الاوربية؟ مَن هذا الجيش ؟ ..وحين عرفوا كانت الحصيلة حركة وعي أوربية كما الصحوة بعد غيبوبة ،فلقد إكتشفوا أن قوتهم متمثلة بالحماية الامريكية لهم وهي ليست مجانية وإنما باهضة الثمن ، وأن الامن الذي ينعمون به ليس سوى غشاوات لذيذة كأحلام العصافير وإن مجرد إنقطاع أنبوب غاز او نفط لا تغنيهم عنه معاطفهم الثقيلة المنهوبة موادها الاولية من دول العراء والفقر ،وإن ترساناتهم العسكرية لا توفر لهم الأمن حين يعتدون طالما تقف لهم بالمرصاد مواقف الحرس الثوري البالغة السمو الانساني ..وهذا هو الذي أغاظ أمريكا ،وزادها غيظا ما زرعه من صحوة حين صحت أوربا لتجد نفسها مجرد نمر من ورق وإن قنابلهم الذرية تحت الوصاية وإنهم ليسوا سوى مخازن سلاح تحت طلب الحكومة الامريكية ،وقد تعذر عليهم رفض الاوامر الامريكية بتزويد أوكرانيا من
القليل الذي يملكونه من سلاح وعتاد ، وقنابلهم الذرية أصبحت عبئا عليهم بعد أن حاز الصاروخ الايراني وزناده تحت أصابع الحرس الثوري على درجة القدرة ، بفضل الله ومدده ، لجعل القنبلة الذرية مهددة لوجودهم هم وعليهم أن يرسموا منهجا جديدا لحياتهم يبدأ من طريق الحرس الثوري .
... فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha