زيد الحسن ||
الموازنة تلك التي ترقد في ادراج المكاتب الرسمية لذوي الاختصاص طالت غيبتها علينا ، رغم علمنا انها لاتحمل في طياتها كل الخلاص ، ولا تحل كل المشاكل السابقة ، بل قد تكون فيها قنبلة بفتيل تنتظر من يشعله يوماً ، ولكن لا مناص من ان تهل علينا و تشرق لتخفف قليلا من عبء المواطن .
عجبي كله على من يمتلكون الباع في تنظيم و كتابة الموازنة ، وينتظروا لها النجاح ، ويعدونها على انها خاتمة انطلاق البرنامج الحكومي ، هذا البرنامج الذي تمثل فيه الموازنة اليد الطولى لبناء اسس الدولة و تمشية امور العباد ، عجبي كيف يغفلون عن اليد الاخرى التي تسير جنباً مع جنب مع الموازنة ، اليد التي هي اساس كل بنيان ، يد الشباب العراقي .
الحديث مطول في وسائل الاعلام عن اصحاب الشهادات العليا ، وعن الاوائل من الخريجين ، وكل الحديث عن مدى مظلوميتهم ، وبالطبع انا لا انكر هذه المظلومية ابداً بل اؤيد كل الحلول السريعة لانصافهم ، فهم العقول النيرة التي تشبه الشجرة الكبيرة والعالية التي يستظل الناس تحت افيائها ، لكن بنفس الوقت الشباب بصورة عامة ليس لديهم الكثير من المنصفين ، بل مهمشين التهميش كله ، الشباب بحاجة الى العمل ، العمل باي شكل من الاشكال .
المصانع الكبيرة والعملاقة غسلنا ايادينا من اعادة تشغيلها حد المرفق ، لكن مصانع و معامل القطاع الخاص و الورش الصغيرة التي لا تكلف الدولة تقديم توسلات الى ( الاسياد ) لفتحها ماذا عنها ؟ ، هل يعلم السادة الذين خطت اقلامهم الموازنة ( المحنطة ) انهم لو فكروا قليلا بشريحة الشباب وكيف السبيل لجعلهم يكسبون قوتهم لكانوا قد ضربوا عصفوران بحجر واحد ، لكن يبدوا ان العصافير قد تم شوائها وتناولتها (الصقور )من اصحاب المعالي ، كم انا اسف على بلد يعد ايامه تصريف اعمال لا اكثر .
فقرات بسيطة جداً عليهم الانتباه لها جيداً ، تلك الفقرات هي التي تفتح افاق العمل لكل الفئات من الشباب ومن كلا الجنسين ، ولو صعب الامر عليكم و فقدتم التركيز ، بامكانكم النزول الى الشارع وطلب المبارزة بلوي الاذرع مع الشباب العراقي ، وقتها ستدركون كم انتم غافلون .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha