د.أمل الأسدي ||
✅ مفتاح الكرم والزيادة( أبو المساكين):
كريمٌ تربی في بيت الكرم الهاشمي، ولما كان الهواشم ينظرون الی الكرم والعطاء كفلسفة تؤتي أكلها العاجلة والآجلة، جعلوا العطاء والإنفاق مظهرا تربويا لأبنائهم وللمسلمين وللإنسانية كلها، وعلی هذه التربية نشأ(جعفر الطيار) كريما جوادا سخيا، يحب الفقراء والمساكين ويجالسهم ويخالطهم ويطعمهم، فهو شبيه الرسول خَلقا وخُلقا،فقد قال له الرسول(صلی الله عليه وآله:((وَأَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ فَأَشْبَهت خَلْقِي وَخُلُقِي، وَأَنْتَ مِنْ عِتْرَتِي الَّتِي أَنَا مِنْهَا ))(٨)
وقد لقبه(صلی الله عليه وآله) بـ(أبو المساكين)(٩)
هكذا كان كرم جعفر الطيار مفتاحا لمنزلةٍ رفيعةٍ لدی﴿﴿ رجل الرسالة والسماء(صلی الله عليه وآله) ومكانة رفيعة لدی إله السموات والأرضين الذي جازاه علی كرمه، وبارك في ماله، وامتدت هذه البركة وهذه الثمار الی أولاده من بعده.
✅ مفتاح الإجابة والتحقق(تجارة عبد الله بن جعفر):
مرّ الرسول الأعظم بعبد الله بن جعفر الطيار وكان صغيرا يلعب بالتراب، فقال:((اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي تِجَارَتِهِ))
وكانت هذه الدعوة بشارة واستشرافا من رسول الله، وبالفعل أصبح عبد الله تاجرا غنيا، وعلی سيرة والده وأجداده صار جوادا كريما معطاءً، ينفق في سبيل الله من غير منة أو أذی، ويروی أن أعرابيا محتاجا قصد مروان فمنعه وقال: ماعندنا شيء نعطيك!! عليك بـعبد الله بن جعفر، فأتی الأَعرابِيُّ عبد الله، فَأَنشَأَ يقولُ:
أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ
صَلاَتُهُمُ لِلْمُسْلِمِيْنَ طُهُوْرُ
أَبَا جَعْفَرٍ! ضَنَّ الأَمِيْرُ بِمَالِهِ
وَأَنْتَ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ أَمِيْرُ
أَبَا جَعْفَرٍ! يَا ابْنَ الشَّهِيْدِ الَّذِي لَهُ
جَنَاحَانِ فِي أَعْلَى الجِنَانِ يَطِيرُ
أَبَا جَعْفَرٍ! من مِثْلُكَ اليَوْمَ أَرْتَجِي
فَلاَ تَتْرُكَنِّي بِالفَلاَةِ أَدُوْرُ
فقال عبد الله: يَا أَعْرَابِيُّ، سارَ الثَّقَلُ، فَعَلَيْك بِالرَّاحِلَةِ بِمَا عَلَيْهَا، وَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ عَن السَّيفِ، فَإِنِّي أَخَذْتُهُ بِأَلفِ
دِيْنَارٍ(١٠) وهكذا ...مواقف ومشاهد كثيرة لايتسع المقام لذكرها، ولايمكن لأي متلقٍ يطالع سيرة (عبد الله بن جعفر بن أبي طالب) بمعزلٍ عن ثيمة والده"الطيار" الذي يحلق بجناحيه في الجنة، ولايمكن لأي متلق يقرأ شخصيته وحياته إلاّ وترتسم الابتسامة علی وجهه، ويدعوه الأمل ويفتح أبوابه أمامه، وتناديه الثقة بالله: بأن: هيا توكل واعتمد!! ويجذبه العمل قائلاً: اتخذ من عبد الله قدوة!
✅ مفتاح الفرج ( الكبريت الأحمر)
من حزمة مفاتيح الطاقة الإيجابية التي يمثلها اسم (جعفر الطيار) صلاة الحبوة، أو صلاة التسبيح أو الكبريت الأحمر،تلك الصلاة التي ترجعنا إلی لقطة فرحٍ ماضية في مشهد يفيض محبةً، وذلك حين قدم جعفر من الحبشة، وفرح رسول الله به أيما فرح فقال له :
((يا جعفر، ألا أمنحك؟ ألا أعطيك؟ ألا أحبوك؟ فقال له جعفر: بلى يا رسول الله!!
فظن الناس أنه سيعطيه ذهباً أو فضة فتشوف الناس لذلك!
فقال له: إني أعطيك شيئاً إن أنت صنعته كل يوم كان خيراً لك من الدنيا وما فيها، فإن صنعته بين يومين غفر لك ما بينهما، أو كل جمعة أو كل شهر أو كل سنة غفر لك ما بينهما ! (١١) فعُرفت من يومها بصلاة جعفر الطيار
أما كيفية هذه الصلاة فهي أربع ركعات بتشهدين وتسليمتين، وتشتمل هذه الصلاة على سُورٍ قرآنية معينة و ثلاثمائة تسبيحة خاصة.(١٢)
واقترنت هذه الصلاة بقضاء الحوائج المتعسرة، ناهيك عن فضلها في غفران الذنوب، فقد سميت بالكبريت الأحمر لسرعة قضاء الحوائج وتحققها بإذن الله تعالی وعلمه، وهكذا أصبحت " صلاة جعفر الطيار"
جرعةً محفزة، ورياضة روحية، وتحليقةً ملكوتية في سماء المحبة والقبول، وأضحت بذلك مفتاحا سحريا للفرج وتجاوز الأزمات.
وبعد كل ما تقدم تبين أن ذكر اسم جعفر الطيار،والتجوال في أروقة سيرته التي بنتها يدٌ طاهرة، وأوجدها إلهٌ يصطفي ويختار من يشاء من عباده، تبين أنه مفتاحٌ للطاقة الإيجابية المحفزة،وجرعة وعي قوية لتخطي الأزمات، فعلام نتشبث بسير الدخلاء المصطنعة، ونترك الشخصيات الإسلامية الإيمانية الطاهرة الخالدة؟ ومن يسعی لحجبها عنّا أو حجبنا عنها؟
فتعالوا جميعا، وتنفسوا جعفرا، ستطيرون بجناحيه، نحو الأمل والثقة والظفر.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha