د. علي الطويل ||
الأردن من الدول المعروفة بانها تتبع الانتهازية في علاقاتها مع الدول الأخرى، والذي يبحث في تاريخ العلاقات بين العراق والأردن سيكتشف انها تعاملت مع العراق بمقدار منفعتها ومصلحتها الضيقة، حتى عندما كان اولاد العم هم الحكام في العراق والأردن فإن هذه السمة كانت طابعا ظاهرا لهذه العلاقات ومن يراجع بنود مشروع الاتحاد العربي يجد ذلك واضحا ، ومن الادلة القريبة على ذلك، وتنفع كدليل على مانقول ، هو علاقتها مع نظام صدام فما ان ضعف حكمه حتى تخلت الأردن عنه وانحازت إلى خصومه في تسعينات القرن الماضي، مع ان هباته لهذه الدولة لاتعد ولاتحصى، حتى قيل ان مايشاهد من تطور عمراني في الأردن هو نتاج ماجنته من العراق في سني الحصار.
اما في وقتنا هذا فإنها تعاملت مع العراق بطائفية مقيته وعدائية كبيرة وخير دليل على ذلك هو تحذير الملك الأردني من الهلال الشيعي في وقت لم يظهر احد عداوته للعراق بعد، كما تصرفت مع العراق بعدوانية واضحة ومواقفها من الحكومات العراقية المتعاقبة اضحة كذلك ، رغم أنها تحصل على كل ماتحتاج اليه من وقود من العراق وبأسعار مخفضة. لكن هذا لم ينفع في تغيير مواقف الحكم الأردني العدوانية، ويكفي زيارة واحدة لمطارات الأردن لكشف مستوى هذا العداء للعراقيين.
اما فيما عرضه الوفد الأردني في زيارته للعراق وعزمهم على تغيير طبيعة خطابهم وطلبهم بضرورة رفع مستوى العلاقات بين البلدين، فإن الحكومة العراقية عليها ان تحذر من طبيعة النظام الأردني غير المامون الجانب، من ناحية ومن ناحية أخرى ان تنظر إلى مايحقق مصلحة العراق في علاقتها مع هذا الجار المريب، فهم من جانب يريدون صفحة جديدة في العلاقات ومن جانب اخر فإنهم يأوون كل من يعادي العراق (إرهابيين، بعثيين، مجرميين، خونة)، فلا بأس بعلاقة يكون العراق فيها سيدا ويفرض شروطه، فوضع الأردن الان يدفعها لكي تستجدي المساعدات، لذلك فهي فرصة امام الحكومة العراقية ان تعيد العلاقات طبيعية، مع شروط تسليم كل أعداء العراق التي تاويهم الأردن، وان تمتنع الأردن عن إيذاء العراق إعلاميا، وارجاع حقوق العراق وديونه وامواله السابقة التي لم تصفى حتى الآن منذ عهد النظام البائد، واحترام سيادة واستقلال العراق، اي التعامل بندية وليس بخضوع كما كنا نرى في الحكومات السابقة.
27/1/2023
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha