المقالات

التأهيل العلمي..

1248 2023-01-23

د. حسين القاصد ||

 

استهل مقالي لهذا اليوم ببيت شعر لأبي الطيب المتنبي إذ يقول :

ووضع الندى  في موضع السيف في العلا

مضرٌ كوضع السيف في موضع الندى

وفي هذا البيت تأسيس حقيقي للتكنوقراط ، ومعنى دقيق لمفهوم " الرجل المناسب في المكان المناسب " ؛ ولأن كل مؤسساتنا التعليمية بحاجة الى اعادة تأهيل بدءا من الدراسة الابتدائية وليس انتهاءً بالدراسات العليا ، إذ لابد من اعادة تأهيل البنى التحتية لأماكن الدراسة فضلا عن حث الأساتذة على مواكبة كل ما هو جديد ونافع .

وكنت أيام تعرضي لأزمة قلبية قبل ثلاثة أعوام قد سافرت إلى ألمانيا والسويد وفكرت أن أستثمر سفرتي هذه واجري بعض الفحوصات  ، وبعد أن استعنت ببعض الاصدقاء العراقيين هناك ، سألني أحدهم وهو طبيب عراقي مقيم في السويد ،  من هو طبيبك في العراق؟ وحين أخبرته باسمه فاجأني وقال هذا الرجل عالم في اختصاصه ولن تجد هنا من هو أفضل منه ؛ وبعد استغرابي الذي شغلني لأيام ، عدت وراجعت طبيبي نفسه ، ولقد انقذني من احتشاء عضلة القلب ؛ عندها رحت افكر في أسباب تميز هذا الطبيب وشهرته عالميا ، وتوصلت إلى أن هذا الطبيب على ملاك التعليم العالي وليس على ملاك وزارة الصحة وهو استاذ الدراسات العليا في إحدى الجامعات العراقية ، فعرفت ان سر تفوقه هو انه متواصل ومواكب لكل جديد في اختصاصه ولم يتحول لمجرد طبيب يتقاضى راتبا ، أو صاحب عيادة على باب الله !.

لذلك ونحن نراقب اجراءات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجولات الوزير وزياراته المباغتة للجامعات بصورة عامة ولبعض الكليات على وجه الخصوص ، نتمنى أن تستمر روح المتابعة الميدانية هذه ، وأن تثمر خيرا وتظهر نتائجها الى الواقع الملموس .

نحتاج إلى نهضة حقيقية مبنية على أسس رصينة ، ونحتاج ان نستفز الوعي الجامعي ونحثه على الأبداع ، وهذا لن يتسنى لنا الا بعد إعادة النظر في بعض القيادات الجامعية ، وهو أمر لابد منه لكي ندفع بالتعليم العالي من منطقة الروتين اليومي إلى أوسع فضاءات الإبداع والمواكبة .

لقد تعرضت الجامعات العراقية في المناطق المحررة من دنس داعش الى لوثة كبيرة في الفكر والوعي والسلوك ، فضلا عن ضياع الكتب الرصينة وتدمير المكتبات ، لكن محاولة إسعاف هذه المكتبات كانت تتم بطريقة دعائية لأغراض الاستهلاك الإعلامي ، فصرنا نسمع عن حملات التبرع بالكتب لجامعة الموصل ولم ننتبه إلى الخزين الهائل لدينا ؛ فلقد توافر لدينا من الكتب مايغطي الجامعات العربية لا العراقية فقط !! وأعني بذلك الكتب التي صدرت عن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية ، التي صارت توزع على الدوائر غير المعنية فضلا عن السجن القسري التي تعاني منه أهم العنوانات الرصينة في المخازن .

لذلك هي دعوة لتأهيل علمي حقيقي بعد ما لمسناه من خطوات إيجابية لوزارة التعليم ، تلك الخطوات التي لاقت ترحيبا واسعا ، وننتظر ثمارها.

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك