عبد الرحمن المالكي||
الكرم صفة حسنة حث عليها الله جل في علاه ورسوله الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) وهي قيمة إنسانية واخلاقية وثقافة اجتماعية، وهي تعبر عن الشجاعة والسخاء.
يعتبر علماء النفس ان الكرم من السمات الاصيلة التي تولد مع الانسان وتنمو وتزداد عندما ينشأ بوسط تعود على هذا السلوك، خلد التاريخ الكثير من الكرماء وفي مقدمتهم الامام الحسن (عليه السلام) والذي عُرف بكريم ال محمد (عليهم السلام) وممن عرف بالكرم أيضا حاتم الطائي ، فقد أكرم الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم)، ابنته فقال (خلوا عنها فإن أباها كان يدعو إلى مكارم الأخلاق)، وقد تميز العراقيون بشكل عام بكرم النفس والاخلاق والعلم والمعرفة، وهي من الصفات العربية الاصيلة التي تحلى بها ابائنا واجدادنا وورثناها عنهم وقد نُقل عن احد الشعراء قوله:
يَجُودُ بالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الجَوادُ بِها
والجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُودِ
عَوَّدْتَ نَفْسَكَ عاداتٍ خُلِقْتَ لَها
صِدْقَ اللِّقاءِ وإِنْجازَ المَواعِيدِ
اثبت المؤمنون مدى تقديرهم للضيوف في الزيارة الاربعينية المباركة ومدى الكرم الذي يتمتع به العراقيين، وهذا الامر لم يقتصر في الزيارات الدينية ومنها الاربعينية فحسب، بل ما نشهده اليوم في محافظة البصرة التي تستضيف الدول الخليجية وهم يفتحون بيوتهم ودواوينهم العشائرية لخدمة ضيوفهم الكرام، كم هي جميلة تلك المواقف التي نشهدها وهي تجمع القلوب من شتى أرجاءها ،و تقوي هذا النسيج وإشاعة الحب والرحمة فيما بينهم لتغلق باب الفتنة التي لطالما سعت دول الاستكبار العالمي وعبر وسائلها وحروبها الصلبة والناعمة لإشاعة التفرقة والتباعد بين أبناء الدين الواحد والسعي لخلق الحروب العبثية بين دول الجوار، وامتازت الشخصية العراقية منذ القدم وعرفت بكرمها وسمو عطائها مع الضيوف بمختلف توجهاتهم ومقاصدهم وانتماءاتهم.