المقالات

الركوع للساسة وليس للشعوب ؟!

1218 2023-01-22

زيد الحسن ||

 

لم نسمع يوماً ما ان الشعوب خضعت لعدوان وبقيت مكتوفة الايدي ، ولم نسمع ان شعباً ترك غازياً لبلده دون مقاومة او دون ان يكبده خسائر فادحة ، لكننا سمعنا الكثير عن ساسة ركعوا وانبطحوا ونالوا الذل والهوان في صفحات التاريخ .

الجميع يعلم ماذا يريد الغرب الاصفر من العراق تحديداً ومن المنطقة بصورة عامة ، ونتفق جميعاً ايضاً ان كل مشاكل العراق سببها ربط سياسة العراق مع اطماع اميركا وسياستها ، وادلة وشواهد تدمير العراق مازالت موجودة على ارض الواقع ، وسفارة الشر تدير كل الازمات بعد افتعالها .

اكثر من حديث قد قيل على السنة بعض الساسة ان اميركا لاتوافق على اعادة الاعمار ، وبرغم اننا اخذنا هذا الحديث بسخرية الا انه في حقيقته صحيح ، فلا مشاريع عملاقة يمكن ان تبنى في العراق ابداً ، ولايمكن لاي مشاريع ان تنطلق اكثر من توقيع عقود على الورق فقط ، وكل الاخبار عن الاتفاقات مبنية اساساً على عدم التنفيذ ، هنا يطرح السؤال نفسه ، ومن هو المسؤول عن كل هذا ؟، اليس هم ساستنا ؟، يأتي الجواب بصورة سريعة ، ساستنا لاحول ولا قوة لديهم ، بسبب انهم فقدوا بوصلة المواطنة ، فقدوا ايمانهم حتى بانفسهم ، وتفرقوا و تشتتوا ، ولايمكنهم عمل شيء خارق ابداً .

الشعب العراقي بعيد كل البعد عن تصديق قادته ، ولايؤمن اصلا بانهم قادرين يوماً ما على حل ازماته ، بل يذهب الكثير من الناس على ان كل الازمات سببها السياسي ، اما الهتافات والاهازيج فهي ابواق التملق يطلقها ضعاف النفوس وليست حباً باحد ، حتى الفرصة الاخيرة التي كانت بين اياديهم ضاعت الان بعد كشف حجم السرقات ، وبعد ان بانت الحقائق كاملة دون زيف .

من يقاتل الاعداء هم انفسهم الذين يعانون اليوم الجوع والحرمان ، من ترك الايتام والارامل هم الذين كانوا السبب في بقاء حكم السلطان ، من تغيرت لون بشرته واحيلت صفراء هو من لون اصبعه حبراً وانتخب اصحاب الطغيان ، من يعاني اليوم هو الذي لم يعد يحترم وجودكم وينكر عليكم اسحقاقكم القيادي ويراكم غزاة ويراكم فشلتم حتى في كسب احترامه ، فلقد بلغ السيل الزبى وانتم في دوائر الفشل تتباهون ، ولا هناك بصيص امل في مشاريعكم قد يجعلنا نصبر ونتصابر على اسبابه .

اصبح اليوم ركوع الطبقة السياسية لمقررات المشروع الامريكي حقيقة جلية لايمكن تكذيبها ، ورغم هذا الركوع لم يستفد الشعب العراقي شيئاً بل العكس صحيح ، علماً ان الشعب العراقي يرفض رفضاً قاطعا هذا الركوع ولو البسته طوقاً من ذهب ، اذن ماحاجتنا لهكذا ركوع ان كنا في كلا الحالتين شعب معذب ، شعب مغلوب على امره ، افعلوها الان حتى نقول في قرارة انفسنا اننا كسبنا عدم الشعور بالهوان واطردوا سفارة الشر والتفوا حول شعبكم فبهم يكون النصر مؤيداً من الله ، والله سميع بصير .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك