حافظ آل بشارة ||
شهيد المحراب (قدس سره) الاسم الذي يحتل المساحة الاكبر في ذاكرات عديدة تتحدى النسيان ، ذاكرة فيلق بدر وشهداءه ومضحيه والبقية الباقية من بنيه ، ذاكرة المرجعية والحوزة ، ذاكرة العراق كله ، ذاكرة العالم الاسلامي كله ، رمز يتحدى جائحة النسيان ، رمز للمرجع الشهيد ، رمز للشهيد الذي اعطى كل ما يملك لدينه ومذهبه ووطنه ، رمز لاستشهاد من نوع نادر ، الشهيد الذي جعل اعداءه يقطعونه اربا فلا ينطفئ حقدهم ، ولا تنسوا ان هذا يوما للنذالة البعثية الارهابية التكفيرية ، نعم وتكرر المشهد نفسه في فاجعة المطار ، الحكيم عرج مقطعا من المحراب وفي المطار عرج قادة النصر مقطعين في محراب الجهاد وهو امتداد لعروجه ، انها وحدة العروج ، نثار الاجساد الطاهرة اصبح مطرا يهطل على ارض الشهداء والائمة فيغمرها بالبركات ، اي بلد يتشرف بمثل هذا النثار الاستشهادي لا يمكن اذلاله مهما كانت قوة المستكبرين والظلمة.
كان شهيد المحراب خاتمة لقافلة شهداء آل الحكيم ، تلك الاسرة التي كانت عنوانا لكل حالات المقاومة في العراق ، رافقوا الصدر الاول في محنته فكانوا رمزا للحركة الاسلامية بكل فصائلها اللاحقة ، فان كان الحديث يجري عن المقاومة في داخل الوطن من داخل الطوق الحديدي فهم المثال ، وان كان الحديث يجري عن ابادة اسرة علماء مقاومة فهم المثال ، وان كان الحديث يجري عن سجناء سياسيين تذوقوا ابشع التعذيب ثم اعدموا تباعا فهم المثال ، وان كان الحديث يجري عن الهجرة في سبيل الله فهم المثال ، وان كان الحديث يجري عن الجهاد المسلح فهم المثال ، وفي استشهادهم اسوة وسلوى لكل المفجوعين من اهالي الشهداء السابقين واللاحقين ، فحين تتدحرج العمائم السوداء اسفل المشنقة تحت اقدام الجلادين فذلك شرف عز نظيره في تأريخ هذا الدين وهذا المذهب وهذا الوطن ، انه مشهد نادر مثل مشهد قتل الشهيد الصدر واخته تحت التعذيب ، ومشهد قتل الصدر الثاني ونجليه برصاص ارهاب الدولة في ساحة ثورة العشرين تناثر عليهم الرصاص كما تتناثر المجوهرات على رأس العروس ، هذه والله مشاهد ان لم يركع امامها التأريخ فهو ليس تأريخا ، وان لم يركع امامها المؤمن فهو ليس مؤمنا ، وان لم توقد نار الثأر في صدور الرجال فهم ليسوا رجالا ، وان لم توحد ضمائر ومواقف ابناء وورثة الشهداء فهم ليسوا ابناء بررة ولا ورثة اوفياء ، اقل مايقال بشأن شهيد المحراب ان يومه هو يوم الشهيد العراقي ، بل يوم المهاجر والمجاهد والسجين لانه مر بكل هذه الاطوار لكي يعرج في الختام متناثرا كخرز الياقوت ليجمع اشلاءه اجداده آل العصمة في عالم الملكوت ويعرضوها مظلومية اخرى يهتز لها عالم الملكوت قبل عالم الملك ، السلام على الشهيد الحكيم المرجع والسجين والمجاهد والمقتول مقطعا ، السلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha