زيد الحسن ||
حقوق المواطن على الحكومة كثيرة وكفلها الدستور ، كما للدولة حقوق على المواطن ، ولو وضعنا اليوم ميزان بين حقوق المواطن على الحكومة وبين حق الحكومة على المواطن لشاهدنا فارق كبير ، بل لرأينا ان لاحق اليوم للمواطن ابداً ، وهذه هي (ديموقراطية )الاحزاب والكتل السياسية وهذا ايضاً فهمهم للامور للاسف .
لاتملكون حق الردع ومحاسبة الشاب الذي يتعاطى مخدر ، لانكم ببساطة لم تستطيعوا السيطرة على منافذ تهريب المخدرات ، بل انتم متهمون بتسهيل الاتجار بالمخدرات وجعلها منتشرة في كل حي و شارع ، لأن متعاطي المخدرات لايمتلك الامكانيات الكبيرة لجلب المخدرات ، وايضا انتم عطلتم قطع دابر كبار التجار ولم تحاكموهم وفق القوانين الصارمة بل ان (الرشا )لعبت دورها في اطلاق سراحهم ، وجعل التجارة بهذا الممنوع سهلة لمن ابتغاها .
لا تملكون حق الردع لمن يحمل السلاح ويطلق العيارات النارية ويتسبب بقتل الناس ، او بمن يرعب المواطنين ، فانتم من اسس لفوضى الاجنحة المسلحة هنا وهناك ، ولا ضوابط محكمة وصارمة تحدد الجهات التي يحق لها حمل السلاح ، وقد قتل الكثير من الناس بسبب العيارات النارية الطائشة ، ولكم التأكد من كثرة السلاح بعد فوز منتخب كرة القدم في اي مباريات ، الم تشاهدوا ان السماء تصبح حمراء و ذات لهب ؟.
لا تملكون الحق في محاسبة المواطن الذي يمتنع عن تجديد سنوية سيارته بسبب خوفه من اجهزة ( الهزة ) سيئة الصيت ، فانتم اهملتم الطرق ، وجعلتم الشوارع عبارة عن حفريات ومتاهات لا نهاية لها ، وانتم لم تشقوا طريقاً واحداً جديداً ، ولا شيدتم جسراً ولا حفرتم نفقاً ، فمن اين جاء حقكم بمحاسبة المواطن الذي لايرتدي حزام الامان داخل المدن ؟.
لاتملكون حق الردع لمنع اصحاب الدراجات ( التكتك ) من التجوال في المدن وجعل الشوارع عبارة عن فوضى عارمة وحوادث كثيرة ، لانكم انتم من سمحتم باستيرادها بكميات كبيرة جداً ، دون اي ضوابط ، واستبدلتم استيراد السيارات ذات المناشئ العالمية بخردة انقرض زمنها في المدن المتحضرة ، واوغلتم بعودة العراق الى الوراء مائة عام .
لا تملكون حق الردع لمن كره الايام التي جاءت بكم ، ولعن حظه العاثر على رؤيتكم بعد ان جعلتموه عاجزاً عن سداد حاجيات عائلته واصبح يشبه المتشردين ، لانكم غفلتم عن معرفة تفاصيل حياة البسطاء واصبحتم تتاجرون بقوتهم بكل برودة اعصاب ، وما زلتم تضاربون الدولار بلقمة الفقير ، ولا حل الا اطلاق شعارات جوفاء اكل عليها الدهر وقد شرب ، وحتى تصريحاتكم اصبحت متناقضة ولم يعد المواطن يعرف من يصدق ومن يكذب فكل سفن تصريحاتكم مختلفة الاشرعة وتبحر في وديان التفاهة .
لاتملكون حق كسر الاقلام ، ولا حرق صفحات التاريخ التي تخط خيباتنا الكثيرة ، فيمن عقدنا عليهم الامال ، و وجدناهم يعيدوا علينا ظلم البعث المقبور اضعافاً مضاعفة ، ومصيبتكم انكم ما زلتم تتبجحون بانكم صناع مجد و حضارة ، والحقيقة انكم فقدتم حق الردع حتى على انفسكم ، بدليل انكم تسيرون الان وفق شهواتكم في حب المال والجاه والسلطة ، فعن اي حق و حقوق تتحدثون ؟.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha