سميرة الموسوي ||
هذا حدث غير مسبوق في نوعية العلاقات بين الدول ، وقد مرّ مرورا (بسيطا) لا يليق بمستواه ولا بدلالاته ،ففي الشهر المنصرم من عام ٢٠٢٢ تم إفتتاح فرع كلية العلوم الطبية التابعة لجامعة طهران في جامعة السبطين للعلوم الطبية في كربلاء المقدسة.
الحقيقة ان هذا الخبر لم يأخذ حظه الاعلامي المتميز فقد مرّ دون إهتمام في مختلف الاوساط الاعلامية ولم نسمع تعليقا عن دلالاته العميقة ضمن العلاقات القائمة بين دول الجوار ،مع أن الدول التي تقام فيها جامعة او جامعات أمريكية لا يتوقف الاعلام عن تسويق وجودها وبصورة مستدامة .
قد يكون فتح كلية من دولة في دولة أخرى حدثا لا يحتاج الى منحه أهمية إعلامية إستثنائية كما إن إقامته ليس من الانجازات الكبرى ، ولكن حين نحسب هذا الانجاز في سياق الظروف القائمة في العراق وإيران بل في المنطقة عموما ستأتي النتائج ضمن الارقام الكبيرة في الانجازات المعبرة عن نوعية ومستويات العلاقات بين الدول .
هنا لا نريد تفخيم هذا الانجاز أكثر مما ينبغي ، فهو في حقيقته جاء فخما وعميق الدلالة ،ولذلك فنحن نتحدث عن إنجاز متسامي ينبغي أن يأخذ مداه لدى المواطن العراقي ومواطن دول المنطقة ،إذ إن فتح كلية طبية كفرع من كلية جامعة طهران يعني ان العلاقات الرسمية والشعبية لم تنقطع ،ولن تنقطع ،وإن دلالة هذا الانجاز يؤكد مبدئية المصير المشترك بين الشعبين وإن التقدم العلمي والطبي الايراني بعيد عن فكرة الاحتكار لدى المسؤولين الايرانيين ولا سيما ان إيران وصلت الى أشواط بعيدة في مختلف مجالات العلوم الطبية ، وقد توصلت الى أنتاج أكثر من لقاح طبي لجائحة كرونا كما هو مسجل عالميا وفضلا عن ذلك فإن إيران تشتهر بتفوقها في مجال طب وجراحة العيون ،وبعض المجالات الاخرى .
ةهذه الكلية ستنقل الامكانات والخبرات الطبية الايرانية الى الاساتذه والطلبة العراقيين وسينتظم فيها مئات الطلبة سنويا بمختلف الاختصاصات وسيتخرج منها الاطباء ليكونوا مؤثرين في الواقع الصحي العراقي .
إيران حاليا تحاصرها دول الاستكبار العالمي وتعاديها بعض دول الجوار الذليلة ،وهناك من يحاول العمل على نشوب البغضاء بين فئات محددة ضد إيران دون ان يعلموا مدى تمترس العلاقات وبمختلف أنواعها في تاريخ البلدين .
أفتتاح كلية طبية من جامعة طهران ستدين له كل قطرة دم عراقية تتمتع بالصحة والعافية ، وهذا هو الانجاز الحقيقي من الجار الحقيقي ،بناءً تحتيا لأهم العلوم الطبيعية وليس بناء مولات واسعة تنمّي نزعة الاستهلاك لدى المواطن في هذا الوقت .
هذا هو الجار الحقيقي الذي يقدر معاني ودلالات الجيرة الصادقة ، ويستحق منا كل المواقف النبيلة الممتنة والمعبرة بإستمرار عن الدعم للصمود الشجاع الذي يتحلى به الشعب الايراني .
إفتتاح كلية طب إيرانية في كربلاء المقدسة حضره وزير الصحة الايراني ، ورئيس ديوان الوقف الشيعي ، وأمين عام العتبة الحسينية ،وسفير إيران ، والملحق الثقافي الايراني في العراق ، وتم عرض هذا الحدث الكبير في وسائل إعلام محدودة وبتوضيحات مقتضبة ،ولكن من يستطيع حجب نور الشمس بغربال .
... يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha