سميرة الموسوي ||
· حول ؛ ثقافة دول الاستكبار العالمي بشأن المرأة ؛
· ثقافتهم تهين المرأة بوهم الحرية المطلقة
الحرية المطلقة لا تمارسها سوى حيوانات الغابة ،كالسباع، والضباع ،وحتى هذه الحيوانات تحكمها حدود الغريزة في بعض الممارسات .والحرية المحدودة بمصلحة الاخرين او بوجودهم أحد أهم إستمرار وجود الانسان فليس ثمة حرية مطلقة في الحياة الانسانية ،فالشرائع والقوانين توجب حدودا لممارسات الانسان مع نفسه ومع أسرته او مجتمعه وكذلك مع المجتمعات الاخرى وفي أدق ممارساته الحياتية ،وعدا ما حدده الدين من ممارسات سواء بالتحريم او الاجتناب وغير ذلك من مستويات التحديد فإن للحاكم ان يصدر القوانين والانظمة لتحديد السلوك الانساني وبما ينسجم مع الدين او مصلحة المجتمع أي إن النسبية في الاحكام غير الشرعية ضرورة من مجتمع لآخر ،وحتى في الاحكام الشرعية هناك أحكام مختلفة تبعا لتفسيرات العلماء ،يقول السيد الخامنئي بشأن الحجاب (( الحجاب ضرورة دينية وواجب شرعي وديني يجب مراعاته ولا شك ولا شبهة في ذلك ،ومع ذلك لا ينبغي إتهام من لا يلتزم بالحجاب بشكل كامل بأنه مخالف وضد الدين والثورة )) .
في كثير من دول الغرب وأمريكا فتحوا الابواب على مصراعيها في السلوك بين افراد المجتمع وتحديدا في العلاقة مع المرأة ،والحقيقة ان ما فتحوه من ابواب سلوكية بإسم اللبرالية والديمقراطية ، والنسويّةيدعو للاستغراب لتناقضاته ،فنجد أنهم يدعون الى التعامل مع المرأة بلطف ،ولكنهم من جانب آخر لا يحترمون شريعتهم ولا الاصول الانسانية في ارتكاب الرذيلة معها فيبيحون تداول جسدها منذ نضوجها حتى يعافونها ،وفضلا عن ذلك فأن فكرة المساواة بين الرجل والمرأة لا حدود إنسانية لها فالمرأة عليها أن تسلك أي طريق لكسب لقمة العيش دون أدنى رادع ، حتى إن إحصاءاتهم التي ينشرونها عن المواقع الاباحية وصلت الى ملايين المواقع ،ومن خلال ذلك سنعرف كم عدد النساء اللواتي يستبيحهن النظام الغربي والامريكي .
وهذا التخريب الاجتماعي والانساني ووصوله الى المستوى المتوحش للتعامل مع المرأة إستفادت منه حكوماتهم في الاعتداء والسيطرة على الشعوب ونهب ثرواتها ضامنين سكوت مجتمعاتهم البعيدة عن المباديء ،حيث إن تلك المجتمعات المنحلة سوف لا تحاسب حكوماتها عما تقترفه من جرائم .
حين سقطت تلك الدول المارقة عن الطبيعة الانسانية وراحت تتخبط مجتمعاتها بسد نقص عدد سكانها بتجنيس الوافدين من دول أخرى بدأت تعتدي على قيم ومباديء مجتمعات الدول المُستعمرة بالحرب الناعمة ونظرية الالهاء لتخريب القيم وكان ولم يزل التركيز على الدول الاسلامية لان المبايء الاسلامية لا تهادن مشروعهم التخريبي للاخلاق والقيم ، كما أنها تحاول الان العمل مع الحكام والمسؤولين الاذلاء لانفاذ قوانين من شأنها تفكيك منظومة القيم والاخلاق الاسلامية ، ولكنهم يصطدمون بمواقف رموزنا الدينية ،ورفض المؤمنين بأصالة مجتمعهم ،يقول السيد الخامنئي( اليوم ،كما ترون في البيئة الغربية ،هناك تجارة الجنس ،هناك عبودية جنسية ،هناك كسر لكل الحدود الاخلاقية والانسانية ،هناك تطبيع وتقنين للأشياء المحرمة في جميع الاديان ،هذا الشذوذ الجنسي ليس مرتبطا بالاسلام ،بل هو من أكبر المحرمات في جميع الاديان ،إنهم يجعلون هذه الامور قانونية ولا يخجلون على الاطلاق ) ثم يقول السيد الخامنئي( تظهر وقاحة الغرب هنا أنهم ومع كل الانتهاكات التي وجهوها للنساء ولكرامة المرأة يتظاهرون بأنهم حاملو راية حقوق المرأة ....).
من الضروري ان يفهم كل معنيِّ في الدول والمجتمعات الاسلامية معنى ودلالات الدعوة الغربية والامريكية الى لفظة ( تحرير المرأة ) وعدم الانجرار الى ضغوط المنظمات الدولية المتبنية لمصطلح النسويّة .
... إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .. .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha