المقالات

العبَاءة هي المعَركة التي أورَثتكِ إياها الزهّراءَ عليها السلام…

1485 2023-01-05

علي السراي

عبارة قرأتها في أحد المواقع … استوقفتني ملياً، ولا أُخفيكم سراً بأني إحتجت بعض الوقت لإتصفح حروفها وأبحر في ماهيتها، كُنهُها، معانيها، أهدافها، حصانتها، مُنعتها، غايتها، والنتيجة المتوخاة منها … عبارة لها من الهيبة والعلو والسمو مايكفيها لإن تكون تحدياً و إمتحاناً وإختباراً قائماً بذاته…

ستةُ كلمات… ولكنها في الحقيقة أبلغ درس نحتاجه اليوم في خضم الحرب الكونية الناعمة التي يخوضها الغرب والاستكبار العالمي على الإسلام في الفضاء المجازي وآفاته المدمرة لسلب هوية العفة والطهارة والشرف من مجتمعاتنا الاسلامية التي باتت عرضةً لسهام العدو ومؤامراته الخبيثة الدنيئة …

ستةُ كلمات إن غُرست في وجدان نبتة ناشئة في بيوتنا ستثمرُ جيشاً فاطمياً زينبياً لن تهزه عواصف الفساد والإنحلال الأخلاقي وقيم السقوط و الإنحدار ، ولوجدتها سوراً وحصناً منيعاً للعائلة بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة،

فلم يعد خافياً على أحد أن هنالك حرب طاحنة ضروس بين الحق وأهله والباطل وأدواته، بين الفضيلة والرذيلة بين الشرف وقداسته وعليائه وبين السقوط والإنحدار وأوديته، معركة مفصلية وجودية تكالب فيها الغرب علينا لنشر مفردات الإنحلال والتفكك الأُسري من دياثة ومثلية وشذوذ وخيانة وإنحطاط وفساد أخلاقي….مفاهيم دخيلة على ديننا ومجتمعنا وعاداتنا والتزامنا وقيمنا والغاية واحدة …سلب عفة المرأة وشرفها المصان في الاسلام وسوقهِ وعرضهِ كسلعةٍ رخيصةٍ في سوق النخاسة … إن كسب هذه الحرب الناعمة في أي مجتمع يعد ظهيراً قوياً وحصناً حصيناً وركناً ركيناً لإي مجتمع لما له من تأثير واقعي على المجتمع، فالمجتمع الذي تكون حرائره فاطميات زينبيات ينتج رجالاً مؤمنين بل ومقاتلين أشداء على الكفار لهم من الهمة والغيرة والشرف ما تُهزُ بها الصُمُ الصياخّيد قوة وعنفوان ، وهذا ما رأيناه واضحاً جلياً في الفتوى الربانية التي أطلقها حامي الحمى ومنقذ العراق سيستانيُنا العظيم حينما داهم الخطبُ العراق، فمن الذي تنكب روحه سيفاً وإمتطى صهوة الموت فرساً ليستنقذ العراق وأرضه وشعبه ومقدساته من فم الشيطان ؟؟؟ من فعل ذلك؟؟؟ فعله أبناء نقيات الجيوب وعديمات العيوب تلكُنّ الحرائر اللاتي حفظن شرفهن في نفسهن وأهلهن ومجتمعهن وزرعن في أبنائهن قيم الشرف والشجاعة والبسالة والشهامة والرجولة والتضحية والإباء، وهنا يكمن سر (( العبَاءة التي أورَثتها إياهن الزهّراءَ عليها السلام )) فالعباءة هنا ليست قطعة قماش تلتحف بها الأم والاخت والبنت والزوجة، بل هي مجموعة قيم ومفاهيم وراية حرب ضروس ضد الشيطان وأعوانه وأغوائه، وإلتزام أمام الله في صون العفة والشرف وبناء مجتمع صالح خالٍ من آفة الفساد التي تنخر الجبال وتهُد الراسيات هدا… فالعدو يعرف تماماً أن سلب الحجاب والعفة والطهارة من أي مجتمع ونشر قيم الرذيلة فيه يعني إفراغه من مصانع الرجال المؤمنين والمقاتلين الشجعان وقد كانت في مواجهته معنا في سوح الجهاد درسا لن ينساه أبدا…

وأخيراً أقول… ألف تحية وسلام فاطمي زينبي إلى كل حرة ملتزمة في ميدان حربها المقدسة ضد الشيطان… فلعمري أن خطر الحرب الناعمة على المجتمعات الملتزمة لأشد وقعاً وخطراً ودماراً وضراوة من حرب الاسلحة الفتاكة…

وتذكرنَ أخواتي جميعاً…أن العبَاءة هي المعَركة التي أورَثتكِ إياها الزهّراءَ عليها السلام… وهي ميدانكِ وخندقكِ فأنظري كيف تستبسلين وتدافعين عنه…

ولتكن الزهراء وزينب وأم البنين التي ستمر علينا بعد أيام ذكرى شهادتها سلام الله تعالى عليهن أجمعين مثالاً تحتذين وتقتدين به…

والله من وراء القصد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك