زيد الحسن ||
لماذا عدد أيام شهر شباط 28 يوما أي أقل بيومين أو ثلاثة عن بقية الشهور؟
الاجابة على هذا السؤال لدى اباطرة السياسة العراقيين .
اكثر شيء لفت لي الانتباه هو فرقتنا و تشرذمنا و بعدنا عن العراق ، نعم جميعنا بعيدين كل البعد عن حب الوطن ، والكلام بدليل دامغ لا يقبل الشك ، دليلي هو ردود الفعل المختلفة التي صدرت منا جميعاً بعد ارتفاع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار ، الجميع من ساسة حاليين و ساسة ابتعدوا عن الساحة السياسية ، وخبراء في الاقتصاد و ناشطين و ادباء و مثقفون ، جميعهم ادلى برأيه حسب ما مقتنع هو به ، والجميع مختلف مع الجميع ، لم يشخص احداً السبب الحقيقي الذي اوصلنا لهذا الحال .
متى كانت السياسة تدار بهذا الشكل وهذه الطريقة ، البلد يمر بمشكلة كبيرة تهدم اقتصادة ، واصحاب الشأن يصطادوا في الماء العكر ، بدأت تصفيات الحساب فيما بينهم ، وانجر الكثير من الشخصيات نحوا الحقد ، وتناسى الجميع و غفل مصلحة الوطن ، لا احاول ان اجعل الامر يبدو بسيطاً لكني احاول ان اشير الى الكارثة الاخرى التي ستدمرنا ، كارثة اننا غير متفقين على حب الوطن .
كل الاعذار واهية ، وكل الحلول التي طرحت باهتة ، لا لون لها ولا طعم ، وكل تحركات النواب وتصريحاتهم هواء في شبك ، وكل رماة الامر على الجهات الخارجية واهمون ، الامر مدبر له ومحسوم ، والنتائج واضحة ، وان لم نلتفت نحن الى حجم الكارثة فاننا سنكون في قفص الاتهام غداً باننا ساهمنا في هدم البلد .
تظاهرات في الافق ، وبرامج تخريب اعدت ، والعودة للايام السوداء ظهرت صفحتها الاولى ، والمنابزات السياسية في اعلى المستويات ، واصابع الاتهام تشرذمت بين السابقين والحاليين ، والانبطاح لارادات الغير السمة الغالبة في الاتهامات ، فهل كل ماقيل حصل ؟ للاسف حصل وحصل اكثر منه ، لكن النتيجة واحدة ، ان مايحصل المراد منه ان يبقى الشارع يغلي ، ويبقى الفقير فقير والعراق ممزق .
تقول رواية تعود إلى زمن بعيد إن فبراير شباط 28 يوما فقط بسبب غيرة الأباطرة الرومان فبحسب هذه الرواية فإن الشهر الثاني في العام كان 30 يوما فقط قبل تولي الإمبراطور الروماني أغسطس ، أراد أغسطس أن يكون في شهره أكبر عدد من الأيام وأن يماثل يوليو تموز الذي يحمل اسم يوليوس قيصر أي يكون به 31 يوما وتمضي الرواية أن شهر أغسطس آب كان 29 يوماً فقط ،لذلك أخذ الإمبراطور يومين من فبراير شباط وأضافهما لأغسطس آب.
الكتلة الفلانية تريد الدولار بهكذا سعر ، والكتلة الاخرى تريدها بسعر اخر ، الحزب الفلاني يريد والاخر يريد ، والجميع لايعلم ما يريده العراق ، لكنهم جميعاً متفقون على انهم اباطرة الزمان ولهم الحكم و الصولجان ، الاباطرة في عراقنا يعيشون اعنف صراع على جمع المال و الجاه و القوة ، وهذا هو بيت القصيد و خاتمة الحكاية .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha