زيد الحسن ||
يموت يومياً بسطاء القوم بطرق مختلفة ، و يتيتم اطفالهم و تترمل نسائهم ، ولا هناك من يتحمل المسؤولية ( الشرعية ) في قتلهم ، فقط يمنحون لقباً كبيراً في عنوانه ، صغيراً جداً في مضمونه ، لقب ( الشهيد ) ، وكل العراقيين البسطاء شهداء الاحياء منهم والاموات .
توفي مصعوقاً بالكهرباء موظفاً بسيطاً في دائرة كهرباء ( النصر ) في ذي قار ، وبقي معلقاً لساعات بعد ان احترق جثمانه بصعقة كهربائية ، ومدير دائرته علق الاوسمة والنياشين على صدره لانه نفذ التعليمات ولم يتهاون باصلاح الاعطال وقت نزول المطر ، ولم يكتب تقريره الى مرؤسيه بان الشبكة خاوية ومدمرة واصلاحها يتسبب بقتل العمال .
خبر ازعجني جداً ، الخبر يقول ان المصانع السورية انتجت اول التوربينات الهوائية بصناعة سورية بحتة ، ويستطيع التوربين الواحد تغذية خمسة الاف بيت بالطاقة الكهربائية النظيفة ، دون اي استهلاك للوقود ، لم انزعج للنصر السوري بل فرحت لهم ، انزعاجي كان من اجل العراق ، ما الذي صنعه العراق طوال عشرون عاماً تحت ظل الطبقة السياسية ؟ وما الذي سيصنع غداً ؟ ، هذا السؤال اجابته لدى افواه الساسة المتحاصصين المتخاصمين طوال الخط ، واجيبهم انا واقول لن تصنعوا شيء ابداً ، انتم معاول هدامة ،هدمت وما زالت تهدم العراق ، وقد قلتم هذا بألسنتكم ، فلا تنكروا الامر .
اياكم والتفاخر بملاعب البصرة ، واعتبارها منجز و نصر ، فهذه نقطة في بحر مالح ، لن تروي حتى اهالي البصرة انفسهم ، وادعوكم ان تبتعدوا عن الرياضة ، فلقد تشوهدت صوركم في كأس العالم واظهرتم بلادتكم و تقصيركم امام شعبكم ، كيف لا وانتم اصحاب البسمات العريضة امام الكامرات ، المنتفخة صدوركم زهواً ، و نحن المحزونون المغلوبون على امرنا ، ما انتم الا عابثون ورب الاكوان .
من الذي سيبني العراق منكم وانتم الى الان تسيرون في نفس المنهاج ، محاصصة و تخوين وتنكيل فيما بينكم ، ان اتفقتم ليلاً تتخاصمون نهاراً ، برامجكم تنظيرية لا امل فيها ، الترقيع بالممزق لن يجلب الدفء ، والكلام المعسول لن يشبع الجائع ، ولم يعد لديكم اي توجه نحوا قول الحقيقة و كشف المستور ، ومازلنا نعتقد انكم غير قادرين على القيادة ، فنحن شعب مكسور جريح ، وانتم اصبحت اباطرة مترفون ، لكم القصور ولنا الاكواخ ، لكم البنيان الشاهق ونحن في العراء .
العامل المسكين شهيد باذن الله ، داعين المولى ان يلهم اهله الصبر و السلوان ، وقاتله معروف ، من قتله السياسي الذي باع الوطن قبل ان يبيع ضميره للشيطان ، نعم قتله السياسي الذي عطل وساهم في تعطيل بناء العراق ، الطاقة الكهربائية مشكلة العراق المستعصية ، شماعة النهب ، وباب الفساد الاول ، منها تنطلق هزائمكم ومنها يعلن انكم لستم ساسة اكفاء ، بل قاتلي شعبكم ، وفي رقابكم دماء العراقيين .