المقالات

حكومة السيد السوداني والتحدي الأكبر ..!

1145 2022-12-24

قاسم سلمان العبودي ||

 

 

العملية السياسية في العراق تعرضت الى التهشيم بمعاول الأجندات الخارجية والداخلية على حد سواء . وصول مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء السابق الى أدارة الحكم في العراق كان آخر المعاول التي أذهبت بالعملية السياسية العراقية الى المجهول أو كادت .

هذا التحدي الكبير الذي واجهه ولايزال السيد محمد شياع السوداني الذي جاء بعد الأرهاصات الضخمة التي خلفها حكم ذلك المسمى مصطفى الكاظمي ، والتي توجت بأقتحام الخضراء والمقار الحكومية من قبل التيار الصدري .

لذا نقول أذا كان السوداني يريد أن يعيد العملية السياسية الى نصابها الطبيعي ومسيرتها الديمقراطية الصحيحة عليه أن يتخلى عن الأعتماد الخارجي وخصوصاً السفارة الامريكية وأدواتها الخليجية التي تحاول بشكلٍ وبآخر جر العراق الى المنظومة الخليجية التي أوغلت بالتطبيع مع الكيان الصهيونى  ، تحت مسميات مختلفة  ، مره أقتصادية وأخرى أمنية   .

بداية تكليف السوداني شرع بكشف ملفات الفساد في محاولة منهُ للتناغم مع الرأي العام العراقي الذي خبر فساد بعض الطبقة السياسية  ، ظناً منه ان هذا السلوك سيجمع الشعب العراقي حوله ، لكنه أصطدم بالدولة العميقة التي تدير عجلة الفساد والتي تحميها بعض الأحزاب المتنفذة ، مما أجبر السوداني على التراجع وبالتالي أُحرج أمام الشعب الذي توسم فيه الخير  ، وخصوصا بعد أرتفاع سعر صرف الدولار أمام العملة المحلية والذي ألهب أسعار السلع الأستهلاكية للمواطن العراقي  ، الذي كان متوقعاً أن يعاد سعر الدولار الى سابق عهده أيام حكومة السيد عادل عبد المهدي .

الأطار التنسيقي هو الآخر متهم من قبل الشارع العراقي بإعتباره هو من أتى بالسوداني الى رئاسة الحكومة  ، وعليه أثبات النوايا الحسنة للشعب الذي أذاق مر الذل والهوان في جميع بناه التحتية ولا يزال .

أذن التحدي الاكبر الذي يواجه حكومة السيد السوداني هو أستقلال القرار السياسي بعيداً عن التوازنات الأقليمية التي فشل فيها جميع رؤساء الوزراء في الحكومات السابقة . ما لم يكن هناك قرار وطني عراقي صحيح ، فأن التدخل الاميركي والأقليمي سيتجذر أكثر فأكثر ولن تستقيم العملية السياسية في العراق وسنعطي للآخر فرصة جديدة للأنقاض على ما تبقى حتى وأن كان نزر يسير .

المراهنة على تقديم الخدمات التي حرم منها الشعب العراقي ، رهان فاشل ، لأن من واجبات الحكومات في أرجاء المعمورة بأجمعها ، هو تقديم الخدمات الى شعوبها بلا منَّه منها على الشعب . نرى أن أستقلال القرار السياسي ، وتفعيل قرار البرلمان السابق بأخراج القوات الأجنبية ، هو المنجز الحقيقي الذي أذا تحقق ، ستصلح بهِ جميع الملفات العالقة والتي تمس حياة المواطنين الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية .

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك