احمد آل عبد الواحد ||
من اعظم الأعمال وأجلها هي الجهاد في سبيل الله، وفي سبيل القضايا الإنسانية الكبرى، والدفاع عن المقدسات، والحرمات الدينية، وأعظم تجسيد للجهاد هو الشهادة.
تمثل الشهادة قمة العطاء والجود، والجود بالنفس اقصى غاية الجود، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( فوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله، فإذا قتل في سبيل الله عز وجل، فليس فوقه بر) بحار الانوار ج١٠٠ ص١٠.
الشهادة لا تأتي الا في مناخ منازلة، الحق مع الباطل، والخير ضد الشر، والعدل ضد الظلم، او اي منازلة بين معسكر الحق ومعسكر الشيطان عليه لعائن الله.
تعتبر شهادة ابا عبدالله الحسين عليه السلام هي أعظم الشهادات، وهو سيد الشهداء، وهي أعظم عامل تمهيدي، قدمه أبا عبدالله الحسين عليه السلام للإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه، وهي ترسيخ مفهوم الشهادة لدى المنتظرين، فقد حولت شهادة الحسين عليه السلام الأمة الى منعطف كان غير موجود قبل إستشهاده عليه السلام، وهذه الشهادة قد مهدت الأرضية المناسبة لإستقبال الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه.
خلقت شهادة أبا عبدالله عليه السلام الحرارة في قلوب المؤمنين، وهي ما ذكره رسول الله (صلى الله علیه و آله و سلم):
إِنَّ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ (علیه السلام) حَرَارَةً فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَبْرُدُ أَبَداً
مستدرك الوسائل: ج 10، ص 318
الحرارة الحسينية في قلوب المنتظرين، والتي تربى عليها جيل بعد جيل من محبي اهل البيت عليهم السلام، ستكون الدافع لنصرة الحجة عجل الله فرجه، حيث تكون مجالس الحسين عليه السلام عامرة بالمنتظرين.
المنتظر الحقيقي هو من يبدأ انتظاره من مجالس عزاء ابا عبدالله الحسين عليه السلام، فشعار راية الإمام الحجة عجل الله فرجه في بعض الروايات، يا لثارات الحسين، ما هو الا سبب يوضح لنا الإرتباط الوثيق، بين ثورة أبا عبدالله الحسين عليه السلام والقيام المهدوي المبارك.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha