عطور الموسوي ||
في ذكرى يوم النصر المؤزر على دواع ش الظلام اقول :
عام 2014 وصلوا على مشارف بغداد وعم الخوف والهلع في النفوس وسارع الناس لتبضع المؤنة تحسبا لاقل مايتوقع انهم سيحبسون انفسهم في بيوتهم طلبا للسلامة ..
سمعنا من أهالي منطقة بشير في كركوك كيف اعتدوا على النساء وعلقوهن على أعمدة الكهرباء بعد قتل الرجال والتمثيل بهم ..
اتصلت بي احدى أخواتي تشكو من رعب دب في قلوب بناتها الثلاثة وتتلمس مني أن أكذب مايشاع من أن هؤلاء الوحوش قريبون ..
قالت ؛ هن يرتجفن من الخوف ولا يدعن والدهن يخرج من البيت !!
وبانطلاق فتوى الجهاد الكفائي من قبل مرجعية السيد السيستاني دام ظله ..
زحف مئات الالاف من الشباب والشيوخ المتطوعين الناهضين من ركام الفقر المحمل بالغيرة والكرامة وعقيدة حب الوطن من الايمان وبدأت تنزاح الغمة عن النفوس ..
هم لم يكتفوا بردع الدواع ش عن بغداد وانما صارت انباء تباشير النصر والتحرير تتوالى كأنها امطار الربيع ..
اجمع المجتمع في غالبيته على الوقوف مع المقاتلين الابطال في قواتنا الامنية وجادوا بكل مايتمكنون منه .. وتواصوا على الدعم المادي والمعنوي وضجت صفحات التواصل الاجتماعي تحكي بطولات النصر المؤزر .. ومواقف شجاعة وايثار وايمان عقائدي قل نظيره في عالم الماديات ..
كما نشرت مواقع التواصل جرائم لامريكا وهي تدعم الدواعش وتضرب مواقع للحشد تحت شعار نيران صديقة !!
لا اطيل.. فانا كمن يعّرف العارف ..
عملت امريكا على قلب موازين معادلة الارهاب والمحررين ..منذ ان عملت مجاميعها الالكترونية على زعزعة الايمان بالقيم والمقدسات .. ولعلنا جميعا نتذكر انتشار النكتة المغرضة منذ سنوات تارة تستهدف العلاقة الزوجية وتظهر عداء الزوجين لبعضهما .. واخرى تحث على العقوق والاستخفاف بالوالدين .. وثالثة تشجع الاستهتار بالعلم والمعلمين والجيران وصلات الرحم ..ولم تستثن بطولات الشجعان بعداء خفي غير علاني
استقبلناها بابتسامات وشاركناها عالكروبات .. كانت تحمل بداياتها ابتسامة : واحة استراحة او ابتسامةقبل النوم .. نكته للترفيه !!
نعم هيأت الارضية بانكارها تضحيات الحشد واوغلت الحقد بالقلوب واتهمت ابطال الحشد بالعمالة وفق مخطط مدروس حتى امكنت من تحقيق هذا الانقسام المؤلم بين مؤيد لتضحياتهم وبين ناعت اياهم بصفات لا تليق ..
وختاما اقول الواجب الوطني يحتم علينا تصحيح البوصلة لجيل ضللته التقنيات وعاش عالما افتراضيا دون ان يجد من يوعيه في عالمه الواقعي ..
ولنسأل هل دوننا هذه الصفحات المشرقة من تاريخ العراق المعاصر ؟
وهل كتبنا بعضا من بطولات اولئك الابطال الذين قطعوا آلاف الأميال باذلين أرواحهم من ان أجل ان تستمر عجلة الحياة .. وما ضرهم ان كان احدهم في نعش لفه العلم العراقي والى جانبه زفة عرس تدق فيها الدفوف وتزغرد بها النساء ..
انهم أمثلة بالعطاء الانساني لن تتكرر ابدا ..فشكرا والف شكر لكم يامن تسنمتم العلياء وفزتم بدرجة الشهداء..
الفاتحة لجميع شهدائنا الابرار
10 حزيران 2022 م
15 جمادي الاولى 1444ه
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha