سميرة الموسوي ||
· لمناسبة ذكرى إستشهاد الزهراء عليها السلام .
_ ليس ثمة إضافة للحديث عن سيدة نساء العالمين ،أم أبيها ، صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يقبل يدها معبرا عن كل ما يعتلج به قلب الاب ،وقبل ذلك معبرا عن شكره لله سبحانه وتعالى على هديته الكبرى له .
++ ولدت عليها السلام في بيت الثورة ،وترعرعت في أحضان نبي الرحمة .
++ وتبعلت بأعظم الرجال الى يومنا هذا .
++ وعبرت _ في بيت الزوجية _ عن إنها مع أبيها ..أخلاقها القرآن .
++ وعملت في خضم أحلك الظروف على تربية الحسن والحسين وزينب الكبرى عليهم السلام جميعا وكلهم كانوا وما زالوا كواكب هدى للاحرار .
++ وهي السيدة العابدة المتعبدة والمعبرة عمليا عن مباديء رسالة أبيها ، وهي العَلم في العِلم والمعرفة والخطابة والقدرة الفائقة على التحمل .
++ وهي الشجاعة الجريئة في البيان وتدبّر القرآن وفي جهاد التبيين ولا سيما في تبيين الحق في خطبتها الفدكيّة.
أفاض العلماء الافاضل في وصف شمائل الصديقة عليها السلام وما زالوا ولكنهم لم يتجاوزوا وصفها ب( أم ابيها ) ، فلها الفضل الاكبر على البشرية جمعاء حين عبرت عمليا عن كل خصائص المرأة والزوجة والام الصديقة في مختلف الظروف البالغة الشدة والتعقيد ،حتى إرتفعت نبراسا تربويا في علوم التربية .
ما الذي نريده من هذا التقديم المختصر ؟، إن المطلوب وأزاء تعدد المناهج التربوية وأساليبها وأرتباطها بمناهج الحكومات وبرامجها الاجتماعية والسياسية هو ان تسلك المنهج التربوي الاقوم الذي يتشرب به الناشئة وبعد ذلك لكل حادث حديث .
ما هو المنهج التربوي الاقوم ؟، إنه ذو الخصائص الفاطمية التي سلف إيرادها ، وهذه الخصائص هي المحاور الاساس في بناء الانسان والمواطن ؛فقد ربّت السيدة الصديقة ؛ الحسن والحسين وزينب الكبرى ليس كمواطنين فحسب / منتمين الى زمانهم ومكانهم / اي متميزين بروح المواطنة بل كانت تربيتهم أولا قائمة على المبدأ الانساني ، الانسانية العابرة لحدود المكان والزمان ومن منطلق المواطنة وكما في رسالة جدهما أنه ..أرسل للناس كافة .. وكما في قول أبيهما ... الناس صنفان ؛ أما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق .
إن موضوعة / الهندسة الاجتماعية / صناعة الانسان والمواطن ليست جديدة بالمطلق وإنما لها أساس أكيد تمثل ب _ التربية الفاطمية _ بمحاورها التي ذكرناها سواء على مستوى الاسرة او المجتمع ولذلك فإن النموذج العملي للهندسة الاجتماعية / صناعة الانسان والمواطن كانت السيدة الزهراء عليها السلام قد مارسته وبمحاور متقدمة على زمنها ومنسجمة مع زادها من التدبر القرآني .
يقول المفكر الاستاذ الدكتور علي عباس مراد / أستاذ الفكر السياسي في كتابه الموسوم ( الهندسة الاجتماعية / صناعة الانسان والمواطن ،الصادر هذا العام ٢٠٢٢ ،ب ٥١٢ صفحة ( يعالج _ يقصد كتابه موضوع بناء الانسان والمواطن بالهندسة الاجتماعية _ السياسية من منظور وبأسلوب أعتقد أنهما جديدين أيضا قوامهما الجمع بين العمومية والتخصص من جهة ومراعاة التعدد في الابعاد الاجتماعية والسياسية من جهة ثانية والربط بين المسارات القديمة والحديثة والمعاصرة ) ، وفي سياقات كلامه يؤكد الاستاذ الدكتور أن أساس موضوع هذا الكتاب غير مسبوق من حيث الجوانب التي اوردها ، ونحن هنا _ وليسمح لنا الاستاذ المفكر والمؤلف _ أننا وجدنا في التربية والتنشئة الفاطمية لاولادها ولمن حولها الكثير من الجديد الذي طرحه في كتابه القيم المتسامي بعلميته وإخلاصه لموضوعه .
إن الاحتفالية السنوية بذكرى ميلاد او إستشهاد السيدة الصديقة عليها السلام وإن كان واجبا وضرورة فإنه ليس كافيا إن لم يستلهم مجمل عمليتها التربوية في إعداد مناهج تنشئة الجيل وإعطاء السيدة الصديقة نموذجيتها السلوكية في مختلف مراحل التنشئة ،وبأساليب معاصرة .
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha