حازم أحمد فضالة ||
لدينا المسار الخاص في نقد إعلام الجمهورية الإسلامية، وبدأنا سلسلة قراءتنا وتحليلنا لهذا الموضوع، ومطلوب أصحاب القرار مراجعته، وتقويمه، والنظر في التعديلات المطلوبة؛ لترسيخ مفهوم حقيقي لمصطلح (إعلام محور المقاومة).
اليوم نتخصص في حساب تويتر للسيد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية (أمير عبد اللهيان)، ولنا عليه هذه القراءة وتقويم قناة كتابة وتحليل:
1- السيد أمير عبد اللهيان (وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية) ينشر باللغة الفارسية بنسبة (90%) من تغريداته.
2- السيد أمير عبد اللهيان (وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، يستعمل اللغات: الإنجليزية، التركية، الصينية، الأذرية، الأوردو عمومًا… في نشر لقاءاته مع الوزراء أو الرؤساء؛ لكن! لا يستعمل (اللغة العربية) إلا بنسبة قليلة، إذ كانت آخر مرة غرد بها باللغة العربية بتاريخ: 19-تموز-2022، باستثناء تغريدة (زيارة الأربعين) في أيلول!
3- السيد السوداني (رئيس الوزراء العراقي)، عندما زار الجمهورية الإسلامية، غرد السيد أمير عبد اللهيان بتاريخ: 30-تشرين الثاني-2022، باللغة الفارسية فحسب، ولم يغرد باللغة العربية معها!
4- السيد أمير عبد اللهيان (وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، غرد باللغة الإنجليزية والعربية بتاريخ: 8-أيار-بمناسبة زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لطهران.
5- السيد أمير عبد اللهيان (وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، غرد باللغة العربية بتاريخ: 16-أيار-في زيارته لمحمد بن زايد.
6- السيد أمير عبد اللهيان (وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، غرد باللغة الصينية بتاريخ: 3-آذار-2022، وباللغة التركية بتاريخ: 14-تشرين الثاني-2022، وبالإنجليزية بتاريخ: 27-آب-2022 بلقائه رئيسة جمهورية تنزانيا (سامية حسن).
· تقويم
1- الإمام القائد الخامنئي (دام ظله)، يعلم وزن أهمية التواصل (اللغوي) مع المنطقة العربية ودول محور المقاومة خصوصًا؛ من أجل ذلك يغرد في حسابه الشخصي على تويتر باللغة العربية كل يوم تقريبًا، وهو بذلك يعبئ المحور والمنطقة بالمعلومات والمعنويات، ويردع العدو، ويحافظ على جسور التواصل التي تبنيها اللغة، وتحافظ عليها وتطوِّرها كذلك.
2- السيد (أمير عبد اللهيان)، ليس وزيرًا للداخلية أو الزراعة في إيران، بل هو وزير (الخارجية)، وله حدود برية بمسافة (1400كم) مع العراق (الناطق باللغة العربية)، وإيران تمثل العمق الإستراتيجي لمحور المقاومة: العراق، اليمن، سورية، فلسطين، لبنان؛ وهي شعوب كلها تتكلم العربية، فأين آلية التواصل (اللغوي) التي يستعملها السيد وزير خارجية العمق الإستراتيجي لهذه الدول والشعوب؟
3- كانت زيارة السيد السوداني إلى الجمهورية الإسلامية زيارة مهمة، حملت على أجنحتها ملفات اقتصادية وتجارية كبيرة، فكان من المناسب لو أنَّ السيد عبد اللهيان قد غرَّد باللغة العربية مع الفارسية؛ مثلما فعل مع محمد بن زايد، ومع الرئيس السوري بشار الأسد!
4- نحن نعلم أنَّ المسؤولين الكبار في الجمهورية الإسلامية متواضعون، بل إنهم أكثر المتواضعين في العالم، ولا ننسى كلمة سفيرهم السابق في العراق السيد (إيرج مسجدي) عندما خاطبنا قائلًا: «مكانكم في أعيننا وأقدامكم على رؤوسنا»! أو كلمة السيد إبراهيم رئيسي في زيارته للعراق عندما خاطبنا قائلًا: «أيها الشعب العراقي، مَثَلَنا ومَثَلكم أنَّ لحمنا لحمكم ودمنا دمكم»، أو سيدنا القائد الخامنئي عندما خاطب السيد السوداني في زيارته الأخيرة قائلًا: «إنَّ أمن العراق هو أمنُ إيران، كما أنَّ أمن إيران مؤثر في أمن العراق. سنتصدّى بصدورنا لكلّ من يقرّر زعزعة الأمن في العراق»، ونشرها سماحة القائد على حسابه في تويتر بتاريخ: 29-تشرين الثاني-2022.
نعم، هذا من ثوابت الجمهورية الإسلامية، لكن نحن نريد تفعيل التواصل تفعيلًا أعمق، وهذا لا يمكن أن يتحقق دون (تواصل لغوي)! وهذا يعني تفعيل التواصل الثقافي، وزيادة المساحة المعرفية بين أعضاء محور المقاومة، كما أنَّ اللغة العربية لغة القرآن الكريم، ولغة محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله).
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha