مهند حسين ||
تقع ناحية تل عبطة في غرب الموصل، وهي منطقة شبه صحراوية، احتلتها عصابات داعش أبان دخولها تلك المدينة في حزيران 2014، وتعتبر هذه الناحية أستراتيجية بالنسبة لعصابات داعش الإجرامية، وذلك لأن إنتاجها من الحبوب يشكِّل ثلث الإنتاج الكلي للعراق، وتضم مناطقها عدداً من الحقول النفطية التي توفر لداعش مصدراً أساسيّاً من مصادر إيراداته المالية؛ إضافة إلى وقوعها على طرق برية تربط العراق بتركيا شمالاً وسوريا غرباً، وأهمية هذا الطريق للتواصل الجغرافي مع مدينة الرقة السورية، العاصمة المفترضة للتنظيم الإرهابي، وفي هذا الجانب تقع مراكز القيادة والسيطرة ومواقع تفخيخ العجلات وورش التصنيع العسكري للأسلحة والمعدات، إضافة إلى وجود عوائل قيادات ومقاتلي داعش.
تميزت معارك الجانب الغربي بتحقيق نجاحات سريعة للحشد الشعبي في استعادة تلك المناطق، بدأً من ناحية القيارة وصولًا إلى الحدود العراقية السورية شارك فيها قرابة عشرين ألف مقاتل من الحشد في تحرير وتطهير تلك المناطق ولاسيما ناحية تل عبطة، وقد فرضت قوات الحشد حينها حصاراً مشدداً لمنع خروج مقاتلي عصابات داعش، وقطع طرق الإمداد مع مدن الأنبار والمدن السورية وحرمانهم من المناورة، كما تبنت الخطة العسكرية للحشد الشعبي في أستعادة الجانب الغربي من الموصل أولويات الحفاظ على أرواح المدنيين وممتلكاتهم الخاصة، وكذلك الحفاظ على الممتلكات العامة، والبنى التحتية.
وتكللت الجهود بأعلان تحرير ناحية تل عبطة يوم 6 كانون الأول 2016 من دنس الأرهابيين الدواعش لتتحول هذه المنطقة الى عقدة استراتيجية بيد الحشد الشعبي بحيث أصبحت منطلقاً مهماً لتحرير محافظة نينوى بالكامل، لذلك أصبح علينا لزاماً أن نستذكر تلك الوقفات الشجاعة للشهداء الذين قدموا الدماء في سبيل رفعة ونهضة العراق تزامناً مع أستذكارنا لتحرير تلك المناطق.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha