المقالات

المتسللون... !

1218 2022-12-03

أ.د. جهاد كاظم العكيلي ||

 

التسلل مصطلح يشاع استخدامه على صعيد الرياضة، بمعنى يتسلل هذا اللاعب إلى دخول منطقة الجزاء من دون دراية اللاعب  الآخر  ،  أراد من ذلك أن يحقق شيء على حساب النظام والاصول المتبعة في قانون الرياضة، أما على صعيد العمل السياسي أو المهني، فالمتسلل يأخذ عدة معاني، فهو لا يكتفي بتحقيق هدف واحد مثلما يهدف لاعب كرة القدم، بل أنه يتبع طرق غير أخلاقية للوصول إلى هدفه المرسوم، فالمتسللون في السياسة والثقافة والإعلام ومجالات إخرى في العمل لا يكتفون بركلة الكرة ويذهب راكضا بنشوة الهدف، بل أنهم يطوعون السنتهم وأفعالهم بركل الآخرين بهدف تهميشهم أو تسقيطهم بدون رحمة، يلصقون كل اوصاف القبح الاجتماعي من الرذيلة والكذب وأساليب غير مشروعة  بالآخرين، وذلك للوصول الى منافعهم الشخصية ومكاسب غير مشروعة مبنية على الاحتيال وتزوير الحقائق، كذلك مبنية على الكذب والاحتيال ، هذه الظاهرة الاجتماعية المذمومة للاسف وجدت مناخا كبيرا لتنتشر بين  العراقيين، وقد اخذت طرقا عديدة، بل تفنن الكثير من الذين ينتهزون الفرص ليتسللوا في دوائر الدولة ومؤسساتها وكذلك في مواقع متقدمة باتخاذ القرار او صنعه، ومنهم من يتسابق بطرق ملتوية  في العمل في الدولة او في مجال العلاقات الاجتماعية، ليغطي شيئا من النقص المفقود  في توازن شخصيته، غير أنه لا يابه مما يترتب عليه من نتائج   التي تضر بالفرد والمجتمع ،  إذ تجد بعضهم من يمنحون لانفسهم الثقة في شهادة علمية منقوصة الاركان ، بهدف  أن يكون استاذا  أو مسؤولا في مكان ما في الدولة، أو بشراء ذمم الآخرين للوصول إلى مركز مرموق في الحكومة، لكي يحصل على منافع شخصية للتعويض عن عقد نفسية مسيطرة على سلوكه  والوصول الى غايات اكبر من قدراته وادراكه في واقع عمله وانشطته الحياتية المختلفة، وبسب هذه الشخصيات اصبحت الكثير من الاسماء العلمية أو المهنية والمراكز الحكومية  التي تضفي على الإنسان شخصيته أو هويته الاجتماعية غير رزينة وذا قيمة مهنية أو اجتماعية  عند عامة الناس، هؤلاء المتسللون هم آفة تأكل بالمجتمع وتزرع الانحراف السلوكي، وتعمل على زعزعة القيم والمثل العليا في المجتمع، وتفسد ذوق العام ولا يهتمون سوى بأنفسهم.

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك