سميرة الموسوي ||
هذه هي بداية ساعة الصفر التدميرية ؛ومفهوم ساعة الصفر في الذهنية العسكرية الحكومية الاستكبارية هي وجوب البدء بإباحة تدمير كل شيء وأولها الانسان من أجل تحقيق مصالح مادية أو إزاحة او تصفية أشخاص او مجموعات او دول تؤمن بكرامة الانسان وبالحق والحرية وتأبى الضيم والهيمنة والاستعمار ، وإذا أردنا حصر هدف ساعة الصفر الحالية المشتعلة في المنطقة فهي الساعة التي يجب فيها تدمير الفكر الشيعي ،والنظام الشيعي والشيعة وإيصالهم الى درجة من الاستسلام للاستعباد لكي يتخلوا عن الوعي بضرورة زوال دول الطاغوت والقطبية الاستعمارية النرجسية والتخلي عن منهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية ، فكل من حمل الضغينة وبيّت النية الخبيثة ، وحاول طمس الحق لا ينال سوى الخسران المبين ،ولو بعد حين ؟.
هذه زبدة مجموعة الحرائق والدماء وسلاسل التدمير التي تفتعلها دول الاستكبار العالمي وذيولها وأذلائها الذين يدفعون تكاليف جهود مشعلي الحرائق التدميريين ،ولهذا السبب العربيد تسيل الدماء في العراق وسوريا واليمن ولبنان وتقع الظلامات على الاحرار في بقية الدول وغيرها من دول العالم التي تناصر الاحرار من دول الاسلام ولا سيما دول شعوب المذهب الشيعي الذين يحملون رسالة إحياء أمر آل البيت عليهم السلام ،ونحن هنا لا نبعد الاسلام السني عن رسالته المحمدية إلا بالقدر الذي يضعفهم ويخرب ذممهم حكام الدناءة والخنوع لكي يسكتوا او يتشاغلوا عن الحق والحرية .
الدولة الاسلامية الحرة الوحيدة هي جمهورية إيران الاسلامية لان نظام حكمها قائم على نظام الجمهورية الاسلامية التي يقودها الولي الفقيه إنطلاقا من فلسفة شيعية متفتحة تتميز بها ،وقد إتخذت دستوريا فقه الامام جعفر الصادق عليه السلام ،وأجمع علماء الجمهورية على ان هذا النظام هو الاصلح لهم وهو الذي يأخذ بالشعب الايراني نحو التقدم والرقي ،وإن الجمهورية تساعد كل شعب يتطلع الى الحق والحرية وكان من أعلى سقوف إيران الايمانية والذي إستفزّ الطواغيت هو إيمان الحكومة والشعب الايراني بوجوب تحرير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .
ساعة الصفر الاستكبارية المشتعلة ضد إيران متوقعة طالما كانت إيران وما زالت تتقدم بلا هوادة وخطاها مسددة بعون الله ومدده.
__ وقد خطط الاسكبار المسعور وبتمويل من الاذلاء لمحاولة زعزعة الامن في إيران فدفعوا الرشى ، وزودوا بالسلاح والعتاد بعضا من الشباب المغرر به ودفعوهم لإحداث الشغب وأعمال العنف والاضرار بمرافق الدولة مع الاغتيالات المقصودة والعشوائية،وكانت نفس الاسباب التي أعلنتها أمريكا لإحتلال العراق ،
رغم ما قاله جورج بوش في ٢٠٠٤/٨/٢عن العراق ( حتى لو كنت أعرف قبل الحرب ما أعرفه الان من عدم وجود أسلحة محظورة في العراق فإني كنت سأقوم بدخول العراق ) .ومن المؤكد أن هدف إحتلال أو تدمير أية دولة هو نفسه ما قاله جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي في حكم جورج بوش لطارق عزيز ( سنعيدكم الى العصر ما قبل الصناعي ) ،ومن المؤكد ان إعادة اي شعب بتدميره الى هذا العصر يعني تحويله الى مخزن تمويل دول الطاغوت بالطاقة والمواد الصناعية الاولية .
الهدف المرسوم الحقيقي هو تدمير الفكر الاسلامي بمبادئه واركانه،وفروعه وتحويل المسلم الى كائن يائس هزيل مشغول بتدبير قوت يومه .
ولذلك بدأت أعمال الشغب والتخريب الاخيرة في إيران ، وقد حاولوا وما زالو يضخمون حادثة المرأة مهسا أميني بإعتباره هضما لحقوق المرأة وظلما لمفاهيم ( النسويّة ) بطروحاتها الاستعمارية ، ثم طوروا أحداث الشغب بأساليب مدروسة بخبثهم المتأصل ،وهي إعداد وتكليف مجاميع ثنائية او ثلاثية من الشباب الايراني بالتهجم على علماء الدين المعممين المستطرقين ثم يخطفون عمائمهم للإطاحة بها على الارض وهناك من يقوم بتصويرهم من زوايا محددة للايهام بأن الشباب يعبرون عن تذمرهم من رجال الدين او ( الحكم الديني)، ثم عمدت دول الاستكبار وجِرائِها الى إستخدام أراضي دول الجوار الحدودية للاسهام بتطوير أحداث الشغب في العمق الايراني وبأساليب شتى ممولة من الدول التي يرتجف حكامها من شعوبهم لكونهم غير شرعيين او غير قانونيين .
من المؤكد ان الشعب الايراني غير مفصول عن حكومته ولذلك فإن أعمال الشغب في إنحسار تام وفي هذا الوقت تحديدا حيث تعيش الدولة الاسلامية حصارا ظالما ،ولذلك فأن المقصود ليس إسقاط العمامة، إذ يمكن إعادتها الى الرأس ،وإنما المستهدف هو العقل المستنير العادل الذي أعاد بناء هذه الدولة بسرعة غير مسبوقة وبقيادة الولي الفقيه بعمامته المهيبة .علما ان كل رجال الدين في الاديان الاخرى يتميزون بوضع رمز على رؤسهم وإن أعلى سلطة روحية لديهم يمثلها رجل واحد .
إن هذه الفعلة الشنعاء التي إنفضحت وإنفضح معها العملاء والمأجورين والساكتين عن الحق، ضد إيران التي أدت الى تماسك الشعب أكثر من ذي قبل إنما هي مقدمة جديدة ستدور رحاها في دول إسلامية أخرى وأولها العراق على الرغم من ان الحرب الناعمة قائمة ضد العراقيين وهي تحاول غسل عقولهم بلا هوادة حتى أصبحت حوادث الفساد والمفسدين في مقدمة الاعلام العالمي ، ومن المؤكد ان هذه الاحداث تقظم من صميم الاحزاب الحاكمة التي توصف بأنها إسلامية _ شيعية وسنية _ هذا فضلا عن دلالات إعتداء بعض الشباب على زوار ( الاربعينية ) في هذه السنة التي لم يسبق حدوث مثلها في سنوات سابقة ، مما يدعو تزامنها مع الاحداث في إيران الى التساؤل فضلا عن إغتيالات رجال الدين في كلا الدولتين ،ولا نعلم عما يحدث في دول إسلامية غيرهما .
إن الضرورة تقتضي على المؤسسات الدينية العراقية أن تدرس الاحداث جيدا وتحاول التنسيق مع التجربة الايرانية للتصدي للمحذور قبل وقوعه .إذا إن دراسة وتحليل تاريخ دول الاستكبار العالمي سيكون ضروريا جدا للوقوف على نوازعهم للفترة الحرجة القائمة والمتفاقمة حيث ستتغير الكثير من الاوضاع الشعبية الغربية والامريكية وتصبح منطقتنا أدات لترقيع اوضاعهم .
...ولا تلبسوا الحق بالباطل ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون .
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha