للإنسان ثلاث فتحات توصله مع عالمه الخارجي .الانف يشم من خلاله الروائح الطيبة والعفنة. وهناك اماكن تعتبر بؤرة بالروائح النتنة, فتؤذيه روائح ذلك المكان والفتحة الثانية هي العين التي تدخل الى عقله العلم من جراء المطالعة والمحيط الخارجي والعين لها دخل في سلوك الانسان ولذا اوجب الله تعالى على الانسان.
ــــ {غض البصر}ومعنى كلمة غض هو " الخفض" سواء للبصر او للصوت, فلو شاهدت صورة مثيرة تحرك فيك الغريزة والشهوة. فبمجرد ازاحة بؤبؤ العين من تلك الصورة تنطفئ في نفسك الشهوة والغريزة. وقد جاءت اوامر اخلاقية من الله تعالى تحدد للإنسان حالات النظر , ومن خلالها يحدد موقفه من الشرع سلبا وايجابا.
الفتحة الثالثة التي تبين نوع التربية والاخلاق عند الانسان هي اللسان " الكلمة " لأنها تصل الى اذان الناس , وهي الصورة الحقيقية لتربية واخلاق المتكلم ,جاء في كتاب ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٤ – جملة من الاحاديث الشريفة .
عن رسول الله (ص): بلاء الإنسان من اللسان** وعنه{ص} البلاء موكل بالمنطق. وعنه (ص): أمسك لسانك، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك .
عن الامام علي {ع} " طعن اللسان أمض من طعن السنان **وقال(ع): رب لسان أتى على إنسان . وله احاديث تبين خطورة الكلمة .. كقوله: كم من دم سفكه فم وكم من إنسان أهلكه لسان .وكان {ع}يقف على المنبر يعلم الناس :" رب كلمة سلبت نعمة، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك .وقال: احذروا اللسان، فإنه سهم يخطئ عن الصادق (ع): إذا أراد الله بعبد خزيا أجرى فضيحته على لسانه .
رواية عن رسول الله (ص) - لما سأله معاذ بن جبل عما يدخله الجنة وتبعده عن النار، فأخبره إلى أن قال -: ألا أخبرك {بملاك ذلك كله}؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: "كف عليك هذا وأشار إلى لسانه" .قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ويحك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم: إلا حصائد ألسنتهم؟! .
عن الإمام علي (ع): إن لسان ابن آدم يشرف كل يوم على جوارحه فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون: الله الله فينا! ويناشدونه ويقولون: إنما نثاب بك ونعاقب بك .
سؤال: ما المقصود بقوله :{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ( النور 19)الفحش هو: كل ما يشتد قبْحُه من الذنوب والمعاصي، قولًا وفعلًا. والفحش هو: ما ينفر عنه الطّبع السّليم، ويستقبحه العقلاء وينظرون للمتكلم بالفحش نظرة الهابط اخلاقيا.
ويأتي ضمن كلام الفحش كلام يسمى{{ بذاءة}} والبذاءة هو التكلم في الأمور المستقبَحة يذكرها بلسانه.يقول تعالى (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ).وقال تعالى:﴿ َلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وعن رفع الصوت بدون مبرر او لغرض التعالي على الجالسين قال تعالى: ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ .قال رجل لأبي الحسن{ع} أوصني. فقال، "احفظ لسانك تعزّ، ولا تمكّن الناس من قيادك فتذل رقبتك" . والقياد ما تُقادُ به الدابَّة من حبل فلانٌ سهل القِياد: يتابعك على هواك-
جاء رجل الى النبي{ص} فقال: يا رسول اللّه أوصني. قال: "إحفظ لسانك. قال: يا رسول اللّه أوصني. قال: احفظ لسانك. قال: يا رسول اللّه أوصني. قال: احفظ لسانك، ويحك وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم!! "قال الصادق {ع} لعبّاد بن كثير "إنّ اللّه تعالى يقول﴿يا أيها الذين امنوا اتقوا اللّه وقولوا قولاً سديداً *يصلح لكم أعمالكم *اذن يقرن العمل الصالح بالقول . فان صلح القول قبلت الاعمال وان جنح اللسان للفحش والبذاءة . فلا خير في عبادة بذيء اللسان .إنه لا يتقبل اللّه منك شيئاً حتى تقول قولاً عدلاً"
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha