إيفان العودة ||
هي نظرية في علم الجريمة تشير إلى تأثير الفوضى والتخريب على المجتمع.
النظرية بسيطة للغاية، خلاصتها أن الكبائر تبدأ بالصغائر، أو أن عظيم النار من مستصغَر الشرر، وان من أمِن العقاب أساء الادب.
يرى اصحاب هذه النظرية؛ أن الجريمة هي نتاج الفوضى وعدم الالتزام بالنظام في المجتمعات البشرية، فإذا حطّم أحدهم نافذة زجاجية في الطريق العام، وتُركت هذه النافذة دون تصليح أو معاقبة الفاعل، فسيبدأ المارة في الظن بأنه لا أحد يهتم، وبالتالي فلا يوجد رادع او من يتولى زمام الأمور، ومنه ستبدأ نوافذ أخرى تتحطم على ذات المنوال، وستنتشر الفوضى لتعمّ البيت المقابل لهذه النافذة ومنه إلى الشارع ومنه إلى المجتمع كله.
جوهر النظرية مبني على علم النفس البشري الذي يقول بأنّ الإنسان لديه قدرة الانضباط والالتزام بالقوانين والآداب العامة لكن متى ما توفرت له البيئة المشجعة على ذلك، وسرعان ماينفك عن هذا الالتزام متى ما رأى الانفلات من حوله
ان العمل بهذه النظرية وتطبيقها على مستوى الإدارة الحكومية سيجعل الحياة آمنة بل وسيساهم في بناء حضارة محترمة لائقة بالإنسان، لذلك على سبيل المثال كان فرض الضرائب على كل من يرمي المخلفات في الشوارع مهما صَغُرَ حجمها، او فَرْضها على كل مخالفة مرورية وان بدت صغيرة؛ من اهم الأسباب لتقليل المخالفات والحوادث، وكذلك على المستوى الأمني فإن تطبيقها سيساهم في حفظ الأمن والاستقرار.
دعونا نتذكر ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنما جُعلَ فريضةً في الإسلام لتستقيم الحياة بعيداً عن الفوضى وسيطرة المسيئين، فقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام: “إنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب وتُحلّ المكاسب وتُردّ المظالم و[تعمُرُ الأرضُ] ويُنتصفُ من الظالم ويستقيم الأمر”.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha