لمى يعرب محمد ||
برغم ما مرت من أحداث وتموجات، ومشاهد على الساحة العراقية، ماضيا وحاضرا، يبقى اسم "العراق" له وقع وصدى عند الشعوب، وهذا ما لامسته ولاحظته بأم عيني، وأيضا برغم تلك المواقف والوقائع التي جرت على مر التاريخ، والمشاهد التي تعتصر القلب ألما وحسرة، يخرج منها البلد في كل مرة بجراح يتعافى منها بصعوبة تارة وبثبات تارة أخرى، نحن في حالة طوارئ يوميا، يثير فيها حب الانتقام من رمزية العراق، وسلسة حلقات المسلسل المتتالية والمعد لها مسبقا لإسقاط هذا الاسم، بكافة نواحيه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كانت ولا زالت هدف ممنهج لفكر يتربص به كل من يبغض العراق ومفاده "لا يحظى هذا البلد بأي استقرار".
لم يكن العراق يوما (دولة مصطنعة) تحمل ختما أسودا يثير الشبهات والقلق، وان توالت عليه حكومات مشتتة ضعيفة المحتوى مرتبطة ارتباطا عبوديا بخيوط العناكب السامة، أسهمت في تشويه صورته أمام بقية البلدان، فبالتالي فهم لن يستطيعوا أن يضربوا اسم بلد عظيم وتاريخ ممتد إلى آلاف السنين، سذاجة الأغلبية سياسيا وإعلاميا فرض على العراق حصارا لا إنساني، ينهش من جسمه تفاصيل متعددة وبشكل مستمر، المشاكل في بلدي بالجملة تتحكم بها أياد خفية ومصالح دول عظمى .
لا يقتصر كتابة هذا المقال اليوم على ما حدث من رفض فريق كوستاريكا أن يختم جوازات سفرهم بختم دولة العراق، بقدر ما أريد أن أوضح إن لهذه المواضيع جهات مختصة كفيلة بتسويد كافة الصفحات والمحاربة، سواء أ كانت بالعالم الحقيقي أم بالعالم الافتراضي، ولو استعراضنا الظلم الذي لحق بالعراق _ولا داعي بنا أن نعود إلى التاريخ_ وليتم التركيز على الظلم المعاصر، وبالتأكيد لا نستطيع احتوائها جميعها في هذا المقال الذي لا نهاية لعباراته لان الماسي كثيرة من أن تعد وتحصى، استصعبت بها الكتابة فهذه مهمة متشعبة وجراحاتها غائرة لها ألف جرح وجرح، ولكن لابد من الإشارة عن أهمية احتواء الإحداث المتواترة وإيجاد الحلول والمعالجة السريعة، ما زال بلدنا يلتمس منا تعبيد الطريق وسط ظلمات حالكات يتم التدبير لها مسبقا.
سلام عليك يا عراق السواد، يا موطن الأنبياء ومرقد الأئمة الأطهار، سلام على المنابر والقباب، سلام عليك يا أرض الشهداء، سلام عليك وانت ترتدي ثياب الصبر، وتعلم انك في النهاية من ستختم بختمك الأسود جباه الطغاة.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha