حسين جلوب الساعدي ||
في الذكرى السنوية لشهادة القائد المؤسس والمفكر والعقل التنظيمي والحركي لحزب الدعوة الأسلامية التي مثلت شخصيته وفكره وأمتداده جدلا ً وأختلافاً داخل الدعوة الأسلامية.
, رحل الشهيد وهو يحمل أماله وتنهداته حول مسيرة الدعوة مودعها ومودع رفاق دربه وأخوانه وابنائه في أخر كلمة قالها للمرحوم الحاج أبو صاحب والدموع تسيل من مقلتيه وتنحدر على خده ( أوصيكم بالدعوة أن الأختلاف ليس في الدعوة وانما بين الدعاة ) وهو يرى أن لايطيقوا بقائه بينهم بعد أن أصدر المجلس الفقهي قرار بفصله من تنظيم الدعوة على أثر صراع قديم تجدد في ايران .
وبعد أن أدرك قادة المجلس الفقهي أنه عازم على العودة الى الأردن بعد زيارته لايران تكلم معه العلامة السيد مرتضى العسكري بالقول ( أنت سبط السيد شرف الدين ولك من الأحترام والتقدير في ايران وان عودتك الى الأردن قد يعتقلك النظام الأردني ويسلمك لصدام فعليك البقاء ) فرفض قائلاً ( أني تعودت أئكل وأعيش من كد يميني وعملي ولا أستطيع أن أكون كلا ً على أحد ) فأجابه العلامة العسكري في أي مجال تحب العمل فأنا أسعى لتوضيفك في أحد الشركات أو الدوائر الحكومية فرفض الشهيد تلك العروض .
, ثم بادر الشيخ الآصفي وكلف المرحوم ابو صاحب أحد المقربين للسبيتي أن يكلمه ويقنعه في البقاء فرفض قائلا ً ( أن الأخوة الدعاة لايطيقوا بقائي وقد يسبب بعض الجدل والخلاف وأنا لا أريد ذلك ) .
وعاد الى الأردن ليكون على ميعاد مع الأعتقال والسجن والشهادة ,.
وتمر شهادته وذكراه دون أن يكون له ذكراً وحتى غاب عن الذاكرة وقد يجهله الكثير لأنه لم يأخذ حقه في التعريف والتعرف على فكره وفهمه وخطه واثره في مسيرة الحركة الأسلامية التي أحاول عرضها بأقتضاب وفاءً وأعتزازاً لدوره الريادي وموقعه القيادي في تاريخ الحركة الأسلامية في العراق .
1- محمد هادي السبيتي المؤسس الحقيقي لحزب الدعوة الأسلامية وهو صاحب الفكرة بعد خروجه من حزب التحرير هو والمرحوم الدكتور جابر العطا و( 25 ) شيعيا ً كانوا في تنظيمات حزب التحرير اثر صدور كتاب ( الخلافة ) للشيخ تقي الدين النبهاني التي كانت كتاباته المادة الثقافية لحزب التحرير وقد ناقش النبهاني نظرية الخلافة والنص والأمامة ورد حديث الغدير وهذه مثلت أستفزازا لعقيدة الشيعة في الحزب ومنهم الشهيد السبيتي وقدموا أستقالة جماعية ,.
ومن هنا طرح موضوع تأسيس حزب اسلامي في الوسط الشيعي الذي كان المحرك فيه بالخفاء محمد هادي السبيتي والدكتور جابر العطا ليكون المحور في الحركة السيد مهدي الحكيم وتواروا خلفه .
2- أدار الشهيد محمد هادي السبيتي قضية أسلامية الحزب أو مذهبيته في المرحلة التأسيسية التي على أثارها حصل الأنشقاق عام 1962 الذي تزعمه العلامة عبد الهادي الفضلي ليحسم الأمر لصالح رؤية السبيتي الأسلامية .
3- القائد الشهيد هو من أنتقل بالحزب من المرحلة التاسيسية الى مرحلة البناء والتنظيم بعد أن حدد معالم الحزب التنظيمية ومادته الفكرية بعد تشكيل القيادة الثانية ( محمد هادي السبيتي , عبد الصاحب دخيل , عارف البصري ) والأقاليم والمناطق والخلايا والحلقات ووفر المادة الفكرية والثقافية للحزب من خلال نشرة ( صوت الدعوة ) التي جمعت في اربع مجلدات بعنوان ثقافة الدعوة (النشرات السرية لحزب الدعوة الأسلامية ).
4 - تفرد الشهيد بقيادة الحزب والكتابة في النشرات السرية بعد استشهاد الشهيد عبد الصاحب دخيل وشهداء قبضة الهدى واصبح محور لأدارة الدعوة والدعاة حتى أنعقاد المؤتمر الأول عام 1980 .
5- هو صاحب القرار بأنتقال حزب الدعوة الى المرحلة السياسية بعد أن تصدى المرجع السيد الشهيد محمد باقر الصدر لمواجهة حزب البعث وبعد لقاء قيادة الحزب مع الشهيد الصدر قال ( اريد اعرف رأي السبيتي في الموضوع ) لمعرفته بثقله وموقعه وأثره في مثل هذا القرار .
6- أول من أطلق الحوار الوطني في العراق باصدار(بيان التفاهم) الذي يعد أول وثيقة حوار وطني في تاريخ االحركة السياسية العراقية خاطب فيها جميع القوى السياسية الكردية , والشيوعية , والبعثية , والعروبية , وجميع فئات المجتمع .
7- كان يرى أن قيادة الحزب الفعلية يجب أن تبقى في العراق اي أن الدعاة في ميدان العمل في الداخل هم القيادة والتنظيم والدعاة في الخارج داعمين لهم , ولذلك كان داعماً للشهيد عبد الأمير المنصوري في عمله في الداخل وحين أعترض البعض على شخصية المنصوري قال مردداً قول النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) في مبارزة عمرو أبن ود العامري ( من لعمرو ).
8- رفض الشهيد السبيتي الأسلوب الذي يسير فيه المؤتمر الأول للدعوة مؤكداً أن كادر الدعوة المتقدم المعروف في التسلسل التنظيمي هم أعضاء المؤتمر فيما اصر الطرف الأخر أن اعضاء المؤتمر يحدد من قبل أنتخاب عشرة اعضاء مضى على أنتمائهم ستة أشهر نعم هكذا جرت الأمور .
9- كان معارضا ً لفكرة ولاية الفقيه للمجلس الفقهي داخل الحزب لأنه لاينسجم مع شروط واساليب العمل الحزبي وعاد الحزب لهذه الفكرة بعد عام 1978 بحل المجلس الفقهي وألغاء منصب ولاية الفقيه في الحزب .
10 – الشهيد محمد هادي السبيتي هو صاحب فكرة جمع النشرات السرية لحزب الدعوة والحفاظ عليها ونشرها لاحقا ً وواصل مهمة الجمع الشهيد عز الدين سليم وبادر لنطبعها ونشرها وتوزيعها حسين جلوب الساعدي بأربع مجلدات .
أن هذه القضايا وغيرها مثلت جدلاً واسعاً بين الدعاة .
أختفت الأن حيث اصبح الأهتمام لقضايا أخرى فيما ظلت تمثل أحد المحطات المهمة في تاريخ الدعوة الأسلامية
حسين جلوب الساعدي
9 / 11 / 2022
الذكرى السنوية لشهادة محمد هادي السبيتي .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha