المقالات

نحو ستراتيجية توعوية إجتماعية لإستيعاب الصدمة وتداعياتها.


سميرة الموسوي||

 

·        لمواكبة المتغيرات العالمية الحادة ؛ الحالية والمستقبلية .

 

المجتمع والحكومة منشغلان حاليا بالاحداث المحلية الكارثية،وكأن العالم كله في زوبعة فنجان العراق فحسب ،وما يحدث فيه من تفتت على الاصعدة كافة ،بل ما يحدث من تشرذم ؛ إجتماعي ،سياسي،لم يسبق له مثيل ،مع تشويه للدين والمباديء فضلا عن التخريب المنظم للبنية الاجتماعية ومكوناتها الثقافية والفكرية والاخلاقية .

  كل متطلبات الناس تنحصر بكيفيات توفير لقمة العيش و( التعلق بفرصة عمل ) غير مشروطة اللياقة مع الحصول على اربعة جدران للسكن لا يشترط وجودها بعيدة عن مطامر النفايات ، وكل ذلك على كف عفريت من واقع شحة مياه الشرب او إنقطاعها مع اليأس من التوفر الكافي لمياه الزراعة وإرواء الثروة الحيوانية ،أما الياس من فسحة أمل لمستقبل الاسرة فقد إستحكم ولم يبق سوى التمني .

  أما ما يدور في العالم اليوم من متغيرات إقتصادية وأمنية وسياسية وإجتماعية وبيئية فهو ليس بحسبان العراقي جديا بل لا يريد العراقي ان يفكر بها وبتداعياتها .

  لقد كشفت الحرب الروسية الاوكرانية بصورة أكثر علنية ما كانت الماكنة الاعلامية الغربية والامريكية تحاول خلط اوراقه لكي تبقي دول الاستكبار العالمي مهيمنة ومتسلطة وناهبة لثروات وإرادات وثقافات الشعوب ،وتبين ان اوربا ليست ذلك ( البعبع) الذي لا تهزه ريح ،وإنما هي تبقى مرتجفة بلا غاز روسي او نفط عربي ،وإن نصف العالم يأكل من بين يدي روسيا وأوكرانيا وما جاورهما وإن معظم الاجهزة الالكترونية تأتي ( أحشاؤها ) من تايوان والصين وما جاورهما .

  الدول الغربية وامريكا ،ودول اوربا الشرقية ( تتكيء) بعضها على بعضها الاخر فتبقى (واقفة) متحفزة وعلى أكتافها أسلحتها موجهة ضد الدول الفقيرة ،او الحقيقة ( الدول المستضعفة) وإن وصف الدول المتخلفة جاء وصفا عدوانيا لانها في الحقيقة الدول المعرضة للنهب والاستغلال والتجهيل .

  حاليا تكشّف كل شيء وبان ( عري ) دول الغطرسة وظهر أن مفهوم القطبية الواحدة إنما هو مفهوم ( اللصوصية الواحدة ) المحمي بعصابة من الدول المتوحشة ، وقد بدأت تلك الدول تخاف بعضها البعض الآخر بعد ان ظهر ما تخبئه من أسلحة تهتز لها القارات دفعة واحدة .

  بعض الدول بدأت تتهيأ لمواجهة ما يمكن موجهته من الصدمة في حالة إندلاع الحرب العالمية الثالثة ،وحتى لو لم تنشب فإن العالم لن يعود كما كان( بدأت بعض الدول بتوعية شعوبها جديا ، (وليس على طريقة الدعوات الصادرة من بعض المسؤولين للمواطنين لترشيد إستهلاك الماء او الكهرباء .. ) دون إتخاذ إجراءات علمية رادعة ،ولكن ينبغي ان تكون الدعوات مصحوبة بإعادة بناء فكري واعي وطني وعالمي مع إعادة النظر بتشكيلات البنية الاجتماعية مع إعداد منظومات متابعة على أسس علمية مستدامة ، وهذا كله يعني إعادة ترتيب التفكير المعيشي والحياتي للناس لمواكبة المتغيرات التي ستصاحبها متغيرات مناخية قد تقلب خارطة الاسكان العالمي .

  هذا الذي ذكرناه ليس إجتهادات شخصية وأنما هو جزء صغير مما هو مطروح عن مستقبل العالم ،وهو منشور أيضا بكتب ودراسات رصينة .

  لا يفوتنا ان نذكر ان بعض دول الجوار تعمل على إعداد نفسها لمواجهة المقبل من المتغيرات العالمية ومنها تجربتا تركيا وإيران ،وإن تجربة إيران تعد من التجارب الجادة الشاملة ،على المستويات كافة ، ومن ذلك أنها بدأت بترصين مواقف الشعب وتلاحمه ضد إختراقات الحرب الناعمة وجعلت من ( جهاد التبيين ) نشاطا فوريا وعمليا ضد التزييف والتحريف ، وبالتزامن مع الوصول الى الاكتفاء الغذائي الذاتي فضلا عن التعبير عن مبادئها الاسلامية بالسلوك العملي في نشاطها العالمي حتى فرضت إعلان حقائق عقائدية كانت مغيبة عمدا لانها من صميم منهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية .

    وأزاء ذلك ينبغي لنا إيلاء إعداد البنية الاجتماعية العراقية والمجتمع العراقي لإستيعاب المتغيرات العالمية المتسارعة التي إذا إزدادت وتيرتها وتوسعت فإنها ستشكل صدمة تودي بحياة الكثير من شعوب العالم وفي مقدمتهم العراقيين ،وإن الاكتفاء بالمعالجات الآنية لمستويات المعيشة لا يدل على حصافة في التخطيط ولا عمق في إستبصار مسار متغيرات العالم ،فالمطلوب هو العمل على إعداد ستراتيجية توعوية إجتماعية تنبه الشعب العراقي الى ما يمكن ان يحدث في قابل الايام ،ما دامت أوضاعنا الاقتصادية قائمة على ما ( يتصدق) به علينا ( برميل النفط ) فإذا هبط فجأة كما إرتفع فجأة فسيفجِّر كارثة مضاعفة .

  إن هذه الستراتيجية ستكون مجموعة من الخطط والسياسات التي توضح مسارات المتغيرات المحلية والاقليمية والعالمية بكل مفاصلها ،وإن على الناس ان تستعد لإستقبال ما سيأتي وبالطرق التي سترسمها لهم الستراتيجية والتي سيرافقها تشكيل منظمات مجتمع مدني مدعومة من الدولة ،وتنفذ منهاجا محددا من الستراتيجية ،على ان يتم الاسراع الى تأسيس قناة تلفزيونية تبث أهم تحديات الاحداث العالمية وغيرها مما يصب في التوعية المجتمعية المطلوبة .

...ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك