عباس عبود سالم ||
منذ عرفنا السلطة عرفنا أنها أنواع ودرجات ومستويات وفي بغداد منذ أبو جعفر المنصور هناك سلطة أولى هي الملك(خليفة أو أمير أو رئيس أو والٍ أو سلطان) والسلطة الثانية هي الحاشية مثل البرامكة أيام المهدي العباسي وولده هارون الرشيد والترك ايام المعتصم أو حواشي الولاة والسلاطين المغول و العثمانيين والصفووين والمماليك الذين تعاقبوا على إدارة بغداد وصولا إلى العهد الملكي ثم الجمهوري بمراحله القاسمي العارفي البعثي ثم الصدامي لكن هناك حاشية لايراها إلا الراسخون في علم الحواشي والجواري وأسرار القصور....
والسلطة الثالثة هي الجند و الرابعة هي المال لكن الخامسة هي الاهم وسنأتي على شرحها في الجزء الثاني من المقال.
وفي الدول الديموقراطية هناك ثلاث سلطات هي التنفيذية التشريعية القضائية وسلطة رابعة هي الإعلام
أما الدول المتطرفة ديموقراطيا لحد النخاع أو الجديدة على التمقرط مثل حالاتنا فإنها تتميز عن بريطانيا وامريكا وفرنسا بسلطة خامسة تضاف الى السلطات الاربع وهذه السلطة الخامسة هي ذاتها الموروثة واليوم ربما تكون أكثر أهمية وتأثيرا من غيرها من السلطات وهي سلطة البغاء والدعارة والعشق الممنوع والمسموح ..
فكم من مسؤول رفيع المقام اتضح انه يتحول الى عبد ذليل وكلب جائع أمام مشهد اباحي دس له في مكالمة مسجلة مع إحدى صاحبات السلطة الخامسة ليتحول بعد حين إلى فضيحة تشتعل نيرانها ثم يطويها النسيان أمام فضيحة جديدة لشخصية جديدة
وكم تشريعي او تنفيذي او رئيس عمل يتحول كالكلب الجائع أمام جبروت احدى صاحبات السلطة الخامسة فتسل منه القرارات كما يسل السيف من غمده رضوخا لهذه السلطة الجائرة التي تتقدم بسهولة لاحتلال عقول واكتساح مساحات تفكير بمجرد استعراض الامكانات المتاحة امام البعض من أصحاب السعادة والمعالي ....
تحكى أساطير كثيرة عن ولاة بغداد وسيحكي التاريخ قصص أخرى سيفتضح فيها أمر أناس تخلوا عن الأمانة مقابل دقائق لشبق مزيف اجبرهم على أفعال تخالف الشعارات والأقوال والقوانين التي تفرض على فقراء الشعب ومخلصيه ......
السلطة الخامسة في مدينتي تتفوق أحيانا على كل السلطات فهي العريقة القديمة التي توارثتها عروش بغداد جيل أثر جيل وخرجت من ظلمات القصور وأسرار الجواري إلى صفحات الانترنت وعناوين الصحف الصفراء مع استثناءات يعرفها الناس و كتب التاريخ لأصحابها المجد والخلود
نقوش على اسوار بغداد
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha