مازن الشيخ ||
تربطني بالكاظمية وأهلها علاقة طويلة زمنا وسببا، فانا ولدت في الكاظمية، ووالدي سكنها منذ أكثر من ثمانين عاما، حيث أتاها من الأعظمية القربية منها، وارتبطنا بعديد من عوائلها الكريمة، بالمصاهرة بالإتجاهين، أنا شخصيا تزوجت منهم، كما زوجت أولادي من بناتهم، وزوجت لهم أخواتي وبناتي، ويقرب عدد الأحفاد من ثمانين حفيدا وربما اكثر والحبل على الجرار..
اعرف بيوتاتها صغيرها وكبيرها، حيث تفوح رائحة القداسة من الكاظمية أينما تتجول، فهي قد اقيمت على مقابر قريش.
اعرف أغنيائها وكيف كونوا ثرواتهم؛ بعرقهم وبمعاملاتهم التجارية النقية، أعرف أزقتها "زنقة زنقة" مثلما قال القذافي، الذي يقول انه ينتسب الى الإمام الكاظم عليه السلام، مستجديا أصلا شريفا، مثلما فعل رجل لا نعرفه، ولا يعرفنا عرفنا من وسائل الإعلام أن لقبه "الكاظمي"..!
أعرف "الكواضمة" جيدا، فهم أخوال أولادي، الذين يرطنون باللهجة "الكظماوية"، اولادي يقولون "جيبيالي" و"طياني" و" وديالي" ..يعني "أعطني" ، و"جيبه الي"، و"وديه الي"، وهم يسمون ماعون الشاي "نعلبكي" وأحدى غرف البيت يسمونها "أرسي" وجزء آخر يسمونه "الطرار" وهي تسميات لا يعرفها غير الكواظمة، واتحدى حفيد مشتت أن كان يعرف معناها..كما اتحداه أن يعرف اين تقع "البزارة"..في أي محلة، وهو تحد يمتد الى معنى "البزارة ؟!
تقريبا؛ أعرف جميع الأسر كظماوية، عوامهم وسادتهم، اعرف كثير من كبرائهم، واذا كان مصطفى يعرف لماذا سميت أسرة الشعرباف بهذا ألأسم، ولماذا لقبت أسرة الورديين بهذا اللقب، وبم يرتبط، وهل يعرف من هو حجي سوادي وحجي محيي وحجي ابراهيم الأسدي رحمهم الله، وأسأله اين يقع بيت الشهيد الخالد السيد محمد باقر الصدر"رض"، وما هو اسم الدربونة التي سكن بها.
ثم أسأله عن العشائر الكبرى التي سكنت الكاظمية وما حولها، وأين يقع المغتسل القديم وبستان حمد، اتلذي يلفظ بضم الحاء وفتح الميم؟!
الكاظمية الحبيبة، أمشي بين أزقتها وجدرانها المحدودبة، تلك الجدران التي تحكي قصصا لمآثر الكواظمة، وأسرارها التي لا يمكن إختراقها، بعض البيوت يتجاوز عمرها ثلثمائة عام، هنا أعدم الحرس القومي البعثي، الشيوعي البارز سعيد متروك، وهذا بيت العلامة الواعظ، وهذا هو بالضبط مكان البئر الذي كنا نتبرك بماءه، وهذا عكد الوردية وبيت العلامة الدكتور علي الوردي، ومن هنا كان يمر الدكتور حسين علي محفوظ يوميا بنفس التوقيت!
اعرف محلات الأنباريين والسميلات والبوهيازع، ولماذا سميتا بهذين ألأسمين، أعرف "البحية" جيدا وأعرف شبابها الشجعان؛ وما زالت رائحة الخل الذي يكبس في إحد اعرق بيوتها تخترق أنفي..مصطفى شنو معنى
أعرف دربونة سريع ودربونة الكنجلي والطاق، و"الطمة" ومحلة الشيوخ،(شنو يعني "الطمة"؟! ها مصطفى ) وأعرف تاريخ سوق الأسترآبادي، ومحلة التل..
مصطفى عبد اللطيف مشتت لم يكن كظماويا قطعا، ولن يكون، مثلي أنا بالضبط، على الرغم من أني اسكن في الكاظمية وولدت فيها، واليوم أنا 74 سنة، وبطاقة سكني من شرطتها، وسجل أحوالي الشخصية فيها، ومعاملاتي الرسمية في دوائرها الحكومية، ولكني لست كظماويا ولا يمكن أن أكون، ولا "الكواظمة" يمكن أن يعدوني "كظماويا"، ولو بقيت بينهم "أربوعطعيش" قرن..!
المهم أنه ليس شائعا على الإطلاق، إستخدام أسم مشتت بين أهالي الكاظمية المقدسة، وأذا يحثنا في سجلات نفوس سكانها، ربما لا نجد واحدا يحمل هذا الأسم الجنوبي..
الذي اعرفه هو أن احفيد مشتت مصطفى، حصل على لقبه"الكاظمي" منحة بعد 2003، وأعرف من منحه له من سادات الكواظمة، وليش..!
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha